بسم الله الرحمن الرحيم، ضمن "رجال صدقوا" كالعادة نعرّج هذه المرة إلى قصر بنورة مع أبينا الروحي بالحاج بن عدون بن عمر بن بالحاج بن عدون قشار رحمه الله، على غير العادة فهذه الكلمات تحدث بها شخصيا الشيخ قشار عن نشأته وأعماله...
= النسب والولادة:
اسمي: بالحاج بن عدون بن عمر بن بالحاج بن عدون من عائلة قشار. وهذه الكلمة لقب بها أحد أجدادي التجار الذي كان متخصصا في بيع جميع ما فيه قشور مثل الفول. أنتسب إلى عشيرة آل بادي، رأيت النور حوالي سنة 1344هـ/1924م بمدينة بنورة ولاية غرداية.
= النشأة:
لقد درجت بين أحضان والدي، ولم أذق مرارة اليتم والحمد لله، بل اعتنت بي أمي لأنني كنت لها ثاني اثنين مع أختي عائشة.
نشأتي كانت في أحضان عائلة فلاحية متمسكة بالقيم والدين، إن جدي الحاج عمر كان من أكبر الفلاحين إنتاجا، وأبي كان رئيسا في حلقة «إروان» وكنت خلال فترة الصباح متنقلا بين المدرسة القرآنية والحقل الذي يملكه جدي، وقد بدأت حفظ القرآن عند الشيخ الحاج يوسف بافولولو، وعندما بدأت تعلم الكتابة والقراءة، ووصلت لسورة النور سافرت مع جدي إلى الجزائر العاصمة وعمري 11 سنة.
= مرحلة التعلم:
أدخلني جدي للشيخ إبراهيم بن بانوح مطياز، بشارع «لالير»، بالجزائر العاصمة، حيث مكثت عنده سبعة أشهر، فواصلت حفظ القرآن الكريم عنده مع تلقي دروس في اللغة العربية والشريعة، وهناك تعلمت تعلما منظما.
ثم رجعت إلى ميزاب حيث رجعت إلى مدرستي الأولى لحفظ القرآن عند شيخي الحاج كروم، وبعد مدة قصيرة رجعت إلى الجزائر العاصمة حيث تفرغت للتعليم عند الشيخ مطياز لمدة عامين، وكنت ولوعا بالمطالعة والقراءة خاصة التاريخ والقصص.
وعندما رجعت إلى ميزاب حضرت حلقة الشيخ إبراهيم بن عيسى هيبة في المسجد حيت قرأت أمامه عدة كتب للشيخ عبد العزيز بن موسى الأفضلي.
= أهم الأعمال:
نشاطي الاجتماعي على مستوى بلدة بنورة
* جمعية الشبان:
يوم 22 نوفمبر 1950 م جمعت شمل شباب البلدة، حتى نعمل لخدمة الصالح العام للبلدة.
فوضعنا أسسا للجمعية منها:
- عمارة المسجد.
- القيام بالحملات التطوعية.
- العمل ونبذ البطالة.
وفقنا الله تعالى بفضله ثم بفضل المحسنين إلى بناء مقر للجمعية.
وقد استفاد العديد من الشبان من الخدمات:
1- تنظيم حراسة مستمرة في البلدة خاصة في رمضان.
2- اقتناء الأراضي وتعلم البناء على مراحل للسكنى.
= الإسهام في إدارة العشيرة:
في سنة 1947 م اخترت عضوا لإدارة العشيرة، وحاولت أن أكون في مستوى المسؤوليات المنوطة بي من كبار العشيرة، وقد عينت رئيسا لها سنة 1974م فأصبت المشرف عليها وعلى نشاطاتها وإدارة شؤونها.
- مجلس الهيئات الدينية للقصور:
منذ سنة 1373هـ/1953م كنت أحضر مجلس الأعيان "حلقات العزابة" الذي ينوب عنه جماعة المحافظين في الدفاع عن قضايا وادي ميزاب السياسية والاجتماعية واسترجاع حقوقه المهضومة من طرف الاستعمار المحتل لبناء سور حول مقبرة سيدي بنور لما انتهكت حرمتها برمي الأوساخ فيها.
= المشاركة في الثورة:
في الحقيقة لي لقاء مباشر مع الثوار، ولكن كنت المرشد والمصلح والمنور للعقول والقلوب ضد الاستعمار الذي حمل معه أساليب لتشويه سمعة الشخصية الوطنية وتحريف عقيدتها، ولم يحصل لي الشرف بالاتصال المباشر مع المجاهدين في منطقة وادي ميزاب إلا عن طريق الشيخ عيسى حمو النوري أوائل سنة 1380هـ.
= استشهاده:
بعد هذه المسيرة المتواصلة في سبيل مكافحة الجهل والرذيلة، وفي غمرة الأحداث الوطنية الأليمة والكريمة وصلنا خبر استشهاد هذا البطل المقدم يوم الاثنين 23 جمادى الأولى1417هـ / 7 أكتوبر 1996م في ناحية بولاية الأغواط وهي «بوتركفين» على يد عصابة من عصابات الإرهاب الأعمى. وبهذا الحدث الإجرامي انطفأت شمعة كانت تضيء على الأمة الإسلامية مدة نصف قرن بتكوين الرجال، وستبقى هذه الأعمال ذخرا، وشهادة عند الله تعالى والناس.
تغمد الله شيخنا وغيره من الرفاق الشهداء برحماته الواسعة.
مجلة السلام
العدد الثالث: مدرسة الاستقامة القرآنية - الأبيار.
الجزائر العاصمة/ جوان 2008.
المصدر: http://www.mzabmedia.com/Portal/index.php?option=com_content&view=article&id=509&catid=49&Itemid=82