في موكب جنائزي مهيب، وبقلوب خاشعة، حضره وافدون من شتى قرى وادي ميزاب، ومن مدن الشمال، ومنها مدينة مغنية وغيرها... شيعت مساء اليوم الجمعة 12 ربيع الأول 1431هـ/ 26 فبراير 2010م جنازة الفقيد الشيخ قاسم بن موسى بكوش مدير مدرسة الحياة بالقرارة سابقا، وكانت الصلاة في مسجد الشيخ بابهون بالقرارة. وكان المرحوم قد توفي ظهيرة أمس بمستشفى الواحات بغرداية. وألقيت بالمناسبة الجليلة عدة كلمات، للمشايخ الكرام، وهم: الشيخ الناصر بن محمد المرموري، والشيخ السايح، والشيخ عبد الحميد أبو القاسم، والأستاذ محمد بن الشيخ أبي اليقظان.
كما ألقى الشيخ عيسى بن محمد الشيخ بالحاج خطبة عصماء. وهذا نصها
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل الأيامَ في هذه الدنيا دولاً، وحدَّ للأنام في هذه الحياة أجلاً، و عد المؤمنين الذين يعملون الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار لا يبغون عنها حولاً، و توعَّد الكافرين الذين يقترفون السيئات موعدًا لن يجدوا من دونه موئلاً، القائل في محكم تنزيله {وَالذِينَ هَاجَرُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُواْ أَوْ مَاتُواْ لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقينَ لَيُدْخِلَنَّهُم مَّدْخَلاً يَرْضوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ} و الصَّلاة و السَّلام على من من دنا وتدلَّى فكان قاب قوسين أو أدنى، محمدِ بنِ عبد الله ما ازيَّنت السماء بزينة الكواكب، و احتفت الليالي بنديِّ الرواتب، واتَّسقت الجنان ببشذيِّ الكواعب، و أثنيِّ على الثلَّة السابقين، من الأنصار و المهاجرين، الذين اصطفاهم ربُّ الخلائق لآخر رسله صحبةً و بناةً، و واختارهم لخير أممه نجومًا و هداةً. فكانوا خيَرة من ابتغوا إلى ربِّهم الوسيلة، و صفوةَ من زيَّنوا سماء الفضيلة، و ثلَّة من جاؤوا من الخيرات بكل جليلة، الذين لو أنفق أحدنا ملء الأرض ذهبا ما بلغ مدَّ أحدهم و لا قليله. فاللهمَّ صلِّ وسلّْم على خير من دعا ربَّه واستخار، وعلى القُلَّة من آل بيته الأطهار، و الثلَّة من جلَّة صحبه الأخيار، و على من سلك دربه راشدًا إلى يوم تشخص فيه الأبصار.
أيها السادة الأفاضل: أعضاء حلقات العزابة الموقَّرة، أيَّتها السلطات الرسميَّة من أمن و إدارة، أيُّها الوافدون علينا ضيوفا من خارج القرارة، أيَّتها النفوس المطمئنة الحاشدة في هذا الجمع المبين، و يا أيَّتها القلوب الراضية بقضاء الله رب العالمين، سلام مكين تكنُّه الجوانح، و حُبٌّ دفين تدرِّيه الروائح، عيد تغمرنا فيه من الوليِّ الحميد المنائح، و لقاء تحلو لنا فيه على الأمجاد المدائح، من الماضين نستلهم ذكرًا، و للباقين نُخلصهم ذكرى، ديدنٌ نبغيه لنا عبر الزمان تميمة وفخرًا، و محتِدٌ نجنيه لدار المعاد خبيئة و دخرًا، صانكم الله تعالى من كلّْ بلية، و وقاكم من كل رزيَّة، و متَّعكم في حياتكم بكل سنيَّة، و جعل جهادكم في سبيله إلى جنَّات النعيم مطيَّة.
نلتقي بعيون دامعة، و قلوب ضارعة، و نفوس خاشعة في هذه الساعة المباركة من مساء يوم الجمعة 12 ربيع الأول 1431هـ الموافق لـ 26 فبراير 2010م الذي يصادف اليوم الخالد في تاريخ أمجاد الإسلام، فهو يوم ميلاد المصطفى، و هو يوم هجرته، و هو يوم وفاته، لتوديع رجل تقيٍّ صالح، و ولي نقيٍّ فالح، الشيخ قاسم بن موسى بكوش نزفُّه إلى مثواه الأخير، و نحفُّه إلى مضجعه الأثير، حيث الأحبةُ محمدٌ و صحبُه، في رياض الجنان يرتعون، وفي جوار الرفيق الأعلى ينعمون.
أيُّها الأحبة الأكارم، كثيرة هي المواطن التي يُرتجُّ فيها على المرء معتذرًا عن الكلام، و كثيرة هي السَّاعات التيِّ يلجم فيها اللِّسان مندحرا بلجام، ، و كثيرة هي الأحاسيس التيِّ لا يتسنىَّ فيها الإفصاح افتخارًا إلا بلسان المقام، و كثيرة هي المناقب التيِّ تغيب عن الذهن انحسارًا إذا أريد لها أن تقام، و كثيرة هي المواقف التي تعجز النفس انكسارًا أن تحظى فيها بمرام، فما أصعب الحديثَ عن شخص يصرُّ على أن يَرى نفسه تواضعًا صغيرًا، و يُلفيه الناس إجماعا كبيرًا، يرى مقامه هضما لذاته وضيعًا، و يعده الكلُّ اعترافا بفضله رفيعًا، فما أشقى البيانَ أن يخرَّ مقهورًا، وما أتعس اللِّسانَ أن يظَلَّ مأسورًا، يضيق صدره و لا ينطلق لسانه، أمام خِلال تستحثُّه على الإفصاح، و خصال تستفزه على البواح، فتلكم لعمري مأساة الفكر إذا كان عيًّا، و آفة اللِّسان إذا كان ليًّا، و عاهة البيان إذا كان نيًّا، إحساسٌ عميق، و إدراك دقيقٌ، و منطق لصيقٌ بي أمام فقيدنا اليوم الذي انتابته فترة من المرض العضال كانت سبب مغادرته هذه الدنيا الفانية، و التحاقه بدار الخلد الباقية، بعد عمرٍٍ حافلٍ بالمكرمات تجاوز السبعين، و دهرٍ كاملٍ بالمنجزات نراها عين اليقين، قضى صباه في ميدان العلم و التَّحصيل، و أفنى سواده و بياضه في خدمة الصالح العام في كلِّ مسلك و سبيل، متحمِّلا الأعباء الجسام، في ظروف صعبة شحت فيه التَّضحية، و قلَّت فيه المروءة، و نزرت فيه الشهامة مردِّدا مقولة الشاعر الحكيم.
مررت على المروءة و هي تبكي فقـلت عـلام تنتحب الفتـاة
فقالت كيف لا أبكي و أهلي جميعًا دون خلق الله ماتـــوا
كان الأستاذ قاسم بكوش رجل زمانه بحقٍّ، و فتى الفتيان بصدقٍ، يتمتَّع بمواصفات الرجولة التيِّ تؤهله مناصب القيادة في مجتمعه، و لعل أهمَّها - والتيِّ نزر قوَّادها و نذر روَّادها في زمن الدَّعة و حبِّ الذات - هي العزيمة الصادقة و الهمة العالية، التيِّ تتقارع دونها الأبطال، و تخوض من أجلها ميادين القتال تصديقًا لمقولة المتنبيِّ
عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ
وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها وَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ
لقد أكسبته همَّته العالية شجاعة أدبية، و أورثته عزيمته الصَّادقة براعة فكرية، فكان بطلاً مغوارًا في المعضلات، و جنديًّا مقدامًا في المهمَّات، و نقيبًا حكيمًا في الملمَّات، و من ثمَّ كانت مختلف المجالس و الهيئات تطلبه لعضويتها لما أنست فيه من قوَّة و أمانة فهو:
عضو في مجلس عمِّي سعيد الهيئة الدينيَّة العليا المشرفة على المساجد الإباضية و أوقافها
عضو في مجلس باعبد الرحمن الكرثي الهيئة العليا لأعيان وادي ميزاب الذي يعنى بالشؤون العامة و القضايا الاجتماعية
عضو في جمعية الحياة المشرفة على التَّعليم الحرِّ بمختلف مراحله، و المؤسسات الثقافية والتربوية التابعة لها في مدينة القرارة
عضو في جمعية قدماء التلاميذ السَّاهرة على الشؤون الاجتماعية و الاقتصادية في مدينة القرارة
عضو في إدارة عشيرة البلات التي تعدُّ من أكبر عشائر البلدة، ثم رئيس لها لعدة سنوات
عضو في جماعة الأخوَّة الساهرة على استقرار البلدة و ربط أواصر المودة بين سكانها على اختلاف مذاهبهم و قبائلهم شعاره { يَآ أَيـُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىا وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } دثاره
إنَّا لنرجو وفاقاً غيرَ منقطـع منَّا ومنكم وهذا منتهى الأمل
دع التحيُّز واصنع كلَّ صالحة تنج البلاد وحاذر سقطة الزلل
كان الفقيد من أعيان البلدة و وجهائها الذين يتصدَّرون لهيبتهم المجالس، و من أقران النجدة و حكمائها الذين يدرُّون لمقدرتهم النفائس. و حسبه مقولة الشاعر أحمد نسيم
هم رشَّحوك لأمر لو فطنت له فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل
كان دؤوبًا في تحرُّكاته لإنجاز المصلحة العامَّة، و حريصًا على الاجتماعات المتوالية لإنفاد المنفعة التامَّة، لا يَثنيه عن بلوغ مقصده لِين فراش، و لا يَعنيه في تحقيق مأربه همسة واش. و كأني به يردِّد مقولة أبي العلا المعري
تعب كلها الحياة فمـا أعـ جب إلاَّ من راغب في ازديـاد
إنَّ حزنًا في ساعة الموت أضعا ف سرور في ساعة الميــلاد
كان صاراما جادًّا في تسير شؤونه الخاصَّة و العامَّة، لا يعرف مللاً و لا فتورًا، كما لا يبغي جزاء و لا كورًا. حتى لربما عدَّها البعض منقصة فيه ولكن:
وربما فات قوماً جلُّ أمرهم من التأنِّي وكان الحزم لو عجلوا.
كان للسرِّ كتومًا، فما تراه ثرثارة في كل ناد، و كان للشرِّ عديمًا و المسلم من سلم المسلمون من يده و لسانه، و كان للخير كريمًا، و أحبُّكم إلى الله أنفعكم لعياله، يعمل في صمت، و يقول في خفت
قد يعلمُ الناسُ أنِّي من سَراتِهمُ إذا سما بصرُ الرِّعدِيدةِ الفرِقِ
وأكشِفُ المأزِقَ المكروبَ غُمَّتُهُ وأكتُم السرَّ فيه ضربةُ العُنُقِ
كان يؤمن بأنَّ الأعمال لا تحقِّقها كثرة الأقوال، و إنَّما تُعرف الرجال في ميادين النزال، لذا كان قليل الكلام كثير المرام شعاره: ضِعافُ الأُسدِ أَكثرُها زَئيـراً وَأَصرَمُها اللَواتي لا تَزيــرُ
كان حظيًّا عند أبيه زوج أمِّه الشيخ أبي اليقظان رحمه الله، رعاه في صغره، واستوزه في كبره، أنشأه في حضنه، و سقاه من معينه، فكان له نعم الخادم يوم حلَّت به البليَّة، و حطَّت به الرزيَّة، فنال من بركات دعائه ما أينع غرسه، و أسعد عِرسه. و أكرم يومه، و أنجز حلمه.
أيُّها الاخوة الأفاضل لن نستطيع في هذه العجالة أن نرثي الفقيد بما هو أهل له، و لا نودُّ أن نبخس المجيد حقه فنعدِّد فيها أمجاده و أفضاله، و إن هي إلاَّ محطات قصيرة، و ومضات قليلة نَلفت إليها النَّاشئة من أبنائنا، و نذكِّر بها الحاضر من إخواننا فإليكم نبذةً مختصرة لحياة الراحل إلى دار الخلود.
في سنة 1356هـ/ 1938م ولد الأستاذ قاسم بن موسى بكوش بمدينة القرارة ولاية غرداية الجمهورية الجزائرية.
في سنة 1945 دخل مدرسة الحياة الحرَّة، و المدرسة الرسمية الفرنسية لمزاولة مرحلة التعليم الابتدائي
في سنة 1959 تخرج من معهد الحياة العامر بعد ست سنوات من مرحلة التعليم المتوسط و الثانوي
في سنة 1959 التحق معلِّما في مدرسة الحياة الابتدائية
في سنة 1967 انتخب عضوًا في أول مجلس شعبي بليدي منتخب إلى سنة 1971
في سنة 1968 عيِّن نائبا لمدير مدرسة الحياة محافظًا على رسالة التعليم التي يمتهنها في نفس الوقت
في سنة 1971 أعيد انتخابه في المجلس الشعبي البلدي إلى سنة 1975
في سنة 1982 عين شيخًا لعشيرة البلات فتحمَّل أعباءها الشاقَّة بكل جدارة و إخلاص واستمرَّ على مشيختها إلى حين أقعده المرض.
في سنة 1983 عيِّن لكفاءته عضوًا في حلقة العزابة الموقَّرة الهيئة الدينية العليا فكان عضًوا بارزا فعَّالا
في سنة 1994 عيِّن نائبا مساعدًا لوكيل المسجد فكان حافظا عليما على أوقافه
في سنة 1996 عيِّن مديرًا لمدرسة الحياة إثر اغتيال مديرها عبد اللاوي مرموري محمد في الحادث المروع الذي أودى بثلة من خيرة أبناء القرارة رحمهم الله، واستمر على إدارة المدرسة حازمًا عازمًا، و ضابطًا ملازمًا إلى سنة 2006م
في سنة 2006 وكلت إليه مسؤولية مراقبة إنجاز مشروع الحياة الضَّخم فكان نعم المساعد النصوح للمشرف عليه المرحوم الحاج مسعود عمر بن بكير رحمه الله
في شهر رجب 1427هـ/ أوت 2006م ابتلي الفقيد بالشَّلل النِّصفي الذي أفقده قدراته العقلية، و أقعده الفراش لما خارت قواته البدنية، فظلَّ يصارع المرض طيلة أربعين شهرًا، فاحتمل وطأة البلاء محتسبا صابرًا، و كان لربه دومًا ضارعًا ذاكرًا، حتىَّ وافاه أجله زكيًّا طاهرًا. عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله أي الناس أشد بلاء؟ قال الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى العبد على حسب دينه، فإن كان في دينه صلبا اشتدَّ بلاؤه، وإن كان في دينه رقةٌ ابتلي على حسب دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتىَّ يتركَه يمشي على الأرض وما عليه من خطيئة. فما أحكم مشيئة الرحمن في كلِّ ما تأتي وتذر، و ما أرحم عدالة الديَّان في كلِّ ما عظم و نزر، و ما أتعس الإنسان إن هو طغى وكفر، و يا بشراه بالسعادة إن هو رضي و شكر.
أيها الأحبة في الله لنا في كلِّ موت عبرة جليلة، و لنا في كل ميِّت فكرة جميلة، فما أرى الموت إلاَّ نازلاً على كلِّ نفس مهما امتدَّ بها الأمل، و دائلا كلَّ دولة مهما اشتطَّ بها الأجل، وكلُّ نفس ذائقة الموت، و من لم يمت بالسَّيف مات بغيره، فيا معاشر الناس أعدُّوا العدة قبل فوات الأوان، و استعدُّوا للرَّحيل قبل أن يرفع للموت الأذان، فما تدري نفس بأي أرض تموت، فبأي آلاء ربكما تكذبان.
أيها الإخوة الأعزاء باسم حلقة العزابة الموقرة، باسم الجمعيات الخيريَّة الحرة، باسم القرارة جمعاء، نقدِّم خالص تعازينا لأنفسنا أوَّلا، ثم لآل الفقيد المحتفى به ثانيا، و للأمَّة المسلمة ثالثًا، سائلين المولى جل في علاه أن يحقق في محتفانا قوله: {لِّلذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الاَخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ جَنَّاتُ عَدْنٍ يـَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِن تَـحْتِهَا الاَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَآءُونَ كَذَالِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ الذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلآَئِـكَةُ طَيـِّبِينَ يَقُولُونَ سَلاَمٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}.كما نسأله أن يلهم زوجه و ولده و أهله جميل الصبر و العزاء، و أن يحسنوا بأبيهم الاقتداء، و أن يتقبَّل منهم ما كابدوا من مشقَّة وعناء، و أن يَخلف على المجتمع من خلَفًا يحمل عنه جليل الأعباء
كما نشكر لكلِّ الوافدين إل هذا المكان الطَّاهر رجالاً و على كلِّ ضامر، تحمُّلهم مشاق التنقُّل في يوم عيد غامر، وفاء لرجال أخلصوا الجهود، و وفَّوا بالعهود، و في ذلك تخفيف من عزائنا، و تفتيت لمصابنا. حفظكم المولى الرحيم يوم ظعنكم و يوم إقامتكم، و رعاكم البرُّ الكريم قيامًا و قعادًا و على جنوبكم، فلا أراكم مكروها فيمن تحبُّون، و لا أجزع نفوسكم فيما تأملون { رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الذِينَ سَبَقُونَا بِالاِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ ءَامَنُوا رَبَّنَآ إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ } { رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً اِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ } آمين آمين و الحمد لله رب العالمين
عيسى بن محمَّد الشيخ بالحاج أستاذ بمعهد الحياة
القــرارة - ولاية غرداية – الجــزائــر