في الكتاب الذي بين أيدينا " سورة الكهف.. منهجيات الإصلاح والتغيير" الصادر عن دار سلطان للنشر والذي يقع في 153 صفحة، يرصد مؤلفه د. صلاح سلطان المستشار الشرعي للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية في البحرين منهجيات إدارة الصراع في الإسلام، وفق ما جاء في سورة الكهف من أنماط صراعية مختلفة،
الصراع بين الحق والباطل صراع قديم جديد يرتبط بالإنسان أينما وجد، وتختلف أشكاله وآلياته باختلاف ثقافة أطرافه ومعتقداتهم، كما تختلف باختلاف الظروف التي تحيط بهذا الخلاف وتقضي أحيانا بتفوق طرف على آخر بما لا يسمح بتكافؤ الفرص.
والتجربة الإسلامية في التصدي لعدوان أهل الباطل تمثل حلقة صراعية مهمة في تاريخ الفكرة، حيث مرت هذه التجربة بجميع أطوار الصراع وأشكاله، وتعامل معها المسلمون وفقا للمنهج القرآني بما تقتضيه ظروف المرحلة، وما تسمح به إمكانات المسلمين مقارنة بإمكانات خصومهم.
في الكتاب الذي بين أيدينا -سورة الكهف.. منهجيات الإصلاح والتغيير- الصادر عن دار سلطان للنشر والذي يقع في 153 صفحة، يرصد مؤلفه د. صلاح سلطان المستشار الشرعي للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية في البحرين منهجيات إدارة الصراع في الإسلام، وفق ما جاء في سورة الكهف من أنماط صراعية مختلفة، تتدرج وضعية أهل الحق فيها من الاستضعاف في قصة أصحاب الكهف إلى الندية في قصة الصاحبين "المؤمن والكافر"، وصولا إلى الغلبة والتمكين في قصة ذي القرنين.
وهذا التفصيل يمثل تأصيلا معرفيا لنظرية قرآنية متكاملة في الصراع بين الحق والباطل، تعرض لنظرة القرآن الكريم للصراع وموقفه منه وطرائقه في معالجته.
ولا تقف مقاربة الكاتب عند تفاصيل القصص الثلاثة وإنما تتجاوزها إلى النظرة العامة لفلسفة القصص وما تطرحه نتائجها من دلالات روحية ونفسية، تتعلق بعدالة قضية الإيمان وثقة أصحابها في حسن العاقبة في الدنيا وفي الآخرة، متطرقا إلى قضية العناية الإلهية ومدى ارتباطها بالأخذ بأسباب النجاح العملية.
كما يؤكد الكاتب على طاقة النص القرآني الهائلة، التي تستلزم دوما قراءة واعية مستبصرة لما وراء النصوص، وعدم الوقوف على ظاهر الآيات ومدى ارتباط هذا كله بقضية الإيمان بالله تعالى وحضورها في الوجدان الإسلامي العام.
وقد تناول المؤلف في كتابه المحاور الآتية:
مراحل الدعوة والإصلاح :
1. مرحلة {ولْيَتَلَطَّفْ وَلا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا}
2. مرحلة الحوار
3. مرحلة التمكين
الأمل وقود الحق
الخطاب الدعوي ومراعاة السياق
وأخيرا يلفت الكاتب إلى معالم منهجية أخرى سبقت النظريات الجديدة في عالمنا اليوم، وهذه المعالم هي: مبدأ الحوار، ومبدأ التفويض في الإدارة، ومبدأ فرق العمل، ومبدأ الوضوح، ومبدأ التذكير فالعتاب فالحسم، ومبدأ التدرج، ومبدأ الوقاية قبل العلاج، ومبدأ الإرادة فالإدارة فالانطلاقة.