بحضور مفاجئ للسيد والي ولاية ورقلة وفي جمع غفير من المثقفين والمهتمين بتاريخ منطقة وارجلان "ورقلة " غصت بهم قاعة دار الثقافة يوم الجمعة 20 ربيع الأول 1429 الموافق لـ 28 مارس 2008، حاضر الرحالة ابن بطوطة الجزائر الدكتور: عمر سليمان بوعصبانة المعروف بالشيخ لقمان وهو أستاذ  الحضارة الإسلامية بجامعة وهران، وكانت مناسبة حضوره إلى ورقلة هو العيد السنوي المعروف في المنطقة بـ-الزيارة-.


نشط الدكتور ندوة عن مدينة سدراتة الأثرية وأعلن عن ميلاد كتابه "معالم الحضارة الإسلامية بوارجلان" والذي تكفلت الولاية بطباعته، وقد قدم الباحث نبذة عن معاناته في البحث والتنقيب عن المادة الخبرية وهو أول عمل أكاديمي من وضع مؤرخ متخصص من أبناء المنطقة، ضم ماخفي عن فترة ذهبية من مسيرة وادي ميه ومضارب ورجلان "ورقلة" خلال أواخر القرن الثالث إلى أوائل السابع الهجري (أي من سقوط الدولة الرستمية إلى خراب مدينة سدراتة على يد يحي بن غانية المايورقي) وهو العهد الذي شيد فيه سكان تلك الربوع حضارة إسلامية العقيدة عربية القلم أمازيغية الطابع صحراوية المهد، ويكتسي هذا الكتاب أهميته لكونه أنصف مرحلة تاريخية تجاوزتها أغلب الأقلام الأوروبية التي كتبت عن الصحراء، وأوجز الذين كتبوا عنها إلى درجة إغفال منجزاتها العلمية والإقتصادية التي تشهد عليها آثار سدراتة ومآثرها من علماء ومؤلفات ماثلة إلى اليوم في الموقع ومتداولة في متاحف ومكتبات عالمية، وهي الحقبة التي تحدث عنها الباحث في كتابه.

ولعل ما ميز هذا العرض الشيق  هو حضور السلطة المتمثلة في السيد والي ولاية ورقلة والذي بدا مثقفا من الدرجة  الأولى وواعيا جدا برسالة الشيخ لقمان، إذ تجاوب وتناغم بقوة معه ومن المقاعد الخلفية للقاعة التي اختار السيد الوالي ورئيس مجلسه الجلوس فييها مع عامة المواطنين (ربما خوفا من أن يسقط الكتاب في الرسميات ويزول مفعول حرارة تجاوب الحضور مع المؤلف)، ويبقى الدعم المادي وحتى المعنوي للسيد الوالي بحضوره الشخصي ثم جلوسه إلى آخر العرض وصلاة المغرب التي صلاها مع الحضور في فضاء دار الثقافة مع الجمهور دليل آخر على أن هذا المسؤول من معدن آخر ومفخرة للجزائر ومكسب لها، فماقام به  بادرة حسنة كونه المسؤول الأول في الولاية وسيكون نواة لفتح قسم التاريخ والحضارة بجامعة ورقلة، كيف لا والمنطقة تنام على زخم حضاري هائل كان من نتاج علماء مروا ذات يوم من سدراتة و مدارس فكرية كانت مصدر إشعاع فكري اقتصادي امتد إلى غرب إفريقيا.
ويبقى الباحث الدكتور لقمان أول من حقق وكتب عن حقبة غابت من سجلات الزمن ومن رفوف التاريخ، وكما أعرب رئيس  المجلس الولائي الدكتور يوسف قريشي قائلا: "إن الباحث قد أدخل المنطقة التاريخ كما دخله هو من بابه العريض".

اسم الكاتب