معهد الحياة ورسالته
افتتاحية بقلم رئيس المجلَّة، فضيلة الشيخ شريفي سعيد ابن بالحاج (الشيخ عدون)
صدر العدد الأوَّل من هذه الدوريـَّة بعد أن عُرض عليَّ كتابة الافتتاحية، فأبيتُ ورفضتُ، فألـحُّوا وأصررتُ، لا فراراً من واجب يتعيـَّن عليَّ أداؤه، ولا زهداً في هذا المشروع الذي أراه من أوكد الواجبات؛ ولكن خوفاً من أن أقصِّر في تأدية هذا الواجب، وأحطَّ من قيمته التي أريد أن تكون لها المكانة العليا في النفوس؛ فعرضتُ الأمر على الابن العزيز الأستاذ حمـُّو فخَّار، المتمكِّن في التفكير والأدب، والذي له قلم جوَّال في كثير من المجالات، التي هي ميدان عملنا الإصلاحيِّ، وقبل ذلك في ميدان هذه الدوريات التي كانت محليـَّة، لا تتعدَّى دائرة المعهد، بما فيه من طلبة يتدرَّبون وأساتذة يوجِّهون، تُخطُّ باليد ولا تُطبع -عرضتُ على هذا الكاتب الضليع القيامَ بهذا الواجب، فتثاقل وتهرَّب واعتذر، فعزمتُ عليه تكليفا أن يفعل فيما وسعه، إِلى أن لبـَّى الطلب مشكوراً، فكتب افتتاحيـَّة رائعة، تحلَّت بها المجلَّة وازدانت، فذكَّرنا بعهود سلفت، وذكريات أيـَّام كان فيها للأدب سوق رائجة، وعطاء مستفيض، يشهد به من عاش تلك الأيـَّام الزاهرات، ويتمتـَّع بها من جنى من تلك الثمار اليانعات؛ فكان لكلٍّ من الافتتاحية والمجلَّة الصدى المرجوُّ، والإقبال المنشود، والاستبشار بهذا المولود الجديد الذي سيترعرع ويشتدُّ عوده، ويزدهر، ويؤتي أكله كُلَّ حين بإذن ربـِّه وعونه، تحت رعاية معهد الحياة، ومريديه، والمتعاطفين عليه، إذا استمرَّ على الطريق وسار على الدرب.