مهاصر السدراتي التبرستي
(أبو مرداس)
(ق: 3هـ / 9م)

من كبار مشايخ تبرست بجبل نفوسة في ليـبـيا. ويبدو أنَّهُ من قبيلة سدراتة النفوسيـَّة التي نسب إليها. عاصر الإمام عبد الوهَّاب بن عبد الرحمن بن رستم (حكم: 171-208هـ/787-823م)، والشيخ عاصم السدراتيَّ.

لزم الإمام عبد الوهَّاب طيلة بقائه في جبل نفوسة. وذُكر عنه أنَّهُ «رجل حازم، ممارس للأمور، ورع، نبيه، وجيه، عاقل، حاذق، فطن، مجتهد، رحيم بالضعفاء، شديد على الفجَّار، ذليل على المؤمنين، لا تأخذه في الله لومة لائم، يؤثـِر الحقَّ والصدق».

كانت عادته إذا ذهب إلى تيهرت يقصد فصل الحصاد، فإذا حصد الحصَّادون زروعهم، ولقط اللقَّاطون السنابل، ورعوا مواشيهم، التقط من بقايا الحصاد نفقة سنة.

وَفي ذهابه إلى تيهرت يأخذ أموالا من أهل جبل نفوسة زكاة يدفعها إلى العاصمة تيهرت، لنفع بيت المال.

يقول عنه الدرجينيُّ: «بلغ في العلوم النهاية، وجرى من أمر الصلاح الغاية، وكان شديدا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يتبع الأمراء فيأمرهم وينهاهم، ويشدِّد عليهم».

كان عالما بأحكام الدماء، وله مناظرة فيها مع الإمام عبد الوَهَّاب.

روى الشَّمَّاخِي عن جماعة من المشارقة الذين زاروا المغرب، فقالوا لَمـَّا رأوا الإمام يعظِّم أبا مرداس: «لِمَ يعظِّم الإمام هذا؟ فقال حين سمعهم: كيف لا أجلُّ من تجلُّه الملائكة! فقالوا للإمام: اردده علينا لنسأله ونتحدَّث معه... فقال له الإمام: أجبهم. فأجابهم وتحدَّث معهم، فَلَمَّا قام قالوا: لا نعلم أحدا بالمشرق ولا بالمغرب مثل هذا... وكان مشايخ يقبِلون على الإمام فيجلسون إليه... فإذا قدِم أبو مرداس قام إليه الإمام».

وَمِمـَّن أخذ عنه العلم: الشيخ أبدين الفرسطائي، أبو يونس.

وضمن مشاهد جبل نفوسة ثلاثة مساجد تنسب لأبي مرداس مهاصر.

المصادر:
*أبو زكرياء: السيرة (ط.ت) 1/126-127؛ (ط.ج) 126. *الوسياني: سير (مخ) 1/15، 17، 19، 125، 144؛ 2/159. *الدرجيني: طبقات، 2/291-294. *الشَّمَّاخي: السير (مط) 172-177؛ (ط.ع) 150-154. *الباروني: مشاهد الجبل (مخ) 2. القطب اطفيش: تفقيه الغامر، 13، 14 *علي معمَّر: الإباضيـَّة في موكب، ح2/ ق2/ 37-44. *أعزام: غصن البان (مخ) 193. *بحـَّاز: الدَّوْلَة الرستمية، 145، 244، 317-318.