مهدي النفوسي الويغوي
(ت: 196هـ / 811م)

من أبرز علماء جبل نفوسة بليبيا، في عصر الصدر الأوَّل، أخذ العلم عن حملة العلم، كانت له أرض يشتغل فيها بالزراعة، ويسترزق منها.

برع في المناظرة فانتدب لمناظرة المعتزلة بتيهرت وقد قصر الإمام عبد الوَهَّاب عن إفحامهم.

قال عنه الدرجينيُّ: «هو المقوم في علم الجدال، الذي له اليد العليا في البرهان والاستدلال، وَهو المحتجُّ على إمكان الممكن واستحالة المحال، وَعلى الفرق بين الحرام والحلال... الرادع لقيام أهل البدع والضلال».

وتذكر المصادر عنه أنَّهُ لَمـَّا استُدعي من جبل نفوسة إلى تيهرت لمناظرة المعتزلة كان يغيب عِدَّة أَيـَّام قبل انعقاد المناظرة، فَلَمَّا سئل عن مكان غيابه قال: إِنـِّي رددت إلى مذهب الحقِّ
- الإباضيـَّة - سبعين عالما من أهل الخلاف.

له كِتَاب باللسان البربريِّ يَرُدُّ فيه على أباطيل نفَّاث بن نصر؛ ويعتبر هذا الكِتَاب أقدم كِتَاب إباضيٍّ بالبربريـَّة ألـِّف نثرا. ويقول الدرجينيُّ في سبب وضعه بغير العَرَبِـيَّة: «إِنـَّمـَا وضعها واضعها باللسان البربريِّ ليتناقلها البربر؛ فكالهم بصاعهم، لم يطفِّف ولم يبخس، ولم يَعْدُ من الألفاظ ما يفهمونه، ولا أعرب ولا أغرب بحيث يتوهَّمونه».

استشهد في حصار الإمام عبد الوهَّاب بن عبد الرحمن لمدينة طرابلس سنة 196هـ/811م، فنال شرف الجهادين الأصغر
والأكبر: العلم والسيف.

المصادر:
*أبو زكرياء: السيرة (ط.ت) 105-106، 110-111، 113-114، 116؛ (ط.ج) 102-103، 108-109؛ 112-113، 116. *الوسياني: سير (مخ) 1/20. *الدرجيني: طبقات، 1/60؛ 2/313-314. *الشَّمَّاخي: السير (مط) 160-170؛ (ط.ع) 1/148-150؛ 2/19 *الباروني: الأزهار الرياضيـَّة، 2/119. *علي معمَّر: الإباضيـَّة في موكب، ح2/
ق2/ 27-35 *دبـُّوز: تاريخ المغرب، 3/386، 392، 503، 512 *بحـَّاز: الدَّوْلَة
الرستمية، 148، 336 *الحريري: الدَّوْلَة الرستمية، 236 *الجعبيري: البعد الحضاري، 109، 420.

*Lewicki: Mélanges, 160, 171, 269, 328. *Cheikh Bekri: Kharijisme, 90.