صبيحة يوم الأربعاء 04 جمادى الأولى 1430 هـ الموافق لـ 29 أفريل 2009م وبداية من الساعة التاسعة صباحا، فتحت أبواب المعهد الجديد لاستقبال الوفود، وقد ازدانت بجموع الطلبة المزينـيـن بلباسهم الرسمي، اللحفة والجـبَّـة البيضاء، وبعد حين توالت الوفود من ضيوف غصَّت بهم ساحة المعهد، أساتذة ومشايخ وعلماء من شتَّى أنحاء وادي ميزاب والقطر الجزائري وعمان وليبيا.

 وقد ازدان الحفل بحضور مشايخ أمثال الشيخ الناصر بن محمَّد المرموري، والشيخ سعيد بن محمد كعباش ، والشيخ الدكتور محمد الهادي الحسني، والدكتور عبد القادر قسوم، وكوكبة من مشايخ عمان، وممثل أعيان المالكية الشيخ السايح مسقِّم، وجمع غفير من أعيان البلدة ومسؤوليها.
 وعلى الساعة الحادية عشر صباحا، وبعد ساعة من وقت الافتتاح المقرَّر قدم وفد وزير الشؤون الدينية الدكتور أبو عبد الله غلام الله واستقبله المشايخ والأعيان، وبعدها مباشرة أعطى منشِّط الحفل الأستاذ عيسى بن محمد بن بابا الشيخ بالحاج إشارة افتتاح المهرجان بآيات بيِّنات من الذكر الحكيم من الأستاذ بكير بن عمر فخَّار، وبعدها وقف الجميع لأداء النشيد الوطني قسما، ثمَّ أسدل الستار عن جداريَّة المهرجان، وزُفَّ مباشرة بنشيد الترحاب الذي أدَّته فرقة الوفاء بقيادة الأستاذ المسيِّر والمنشد بكير بن عمر فخَّار.
 كلمة الافتتاح التي أجاد في تقديمها الأستاذ عيسى بن محمَّد الشيخ بالحاج بالترحيب بالحضور الكرام والتنويه بالشخصية الرمز لهذا المهرجان، الشيخ سعيد بن بالحاج شريفي (الشيخ عدون). وتلتها كلمة ممثل العائلة تقدَّم بها الأستاذ بالحاج بن سعيد شريفي الذي حمد الله بأن حقَّق أمنية والده الشيخ عدُّون رحمه الله، وقدَّم نبذة مختصرة عن حياته، ونوَّه إلى أنَّ جمعية الحياة بالقرارة لا تقيم هذا المهرجان افتخارا وتباهيا، بل تعبيرا عن حمد الله على نعمه وآلائه. وأخيرا شكر الرعاية السامية لفخامة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وحضور وزير الشؤون الدينية، وكلّ الوفود التي شاركت القرارة فرحتها.
 بعدها جاءت كلمة وزير الشؤون الدينيَّة الذي نوَّه بعظمة اليوم الذي يعبِّر عن عظمة الرجل المحتفى به، ومشايخه من لدن الشيخ اطفيَّش والشيخ بيوض، وحذَّرنا من مكائد المغرضين الذين يسعون لتفرقة شمل ا لأمَّة، وحثَّنا على السعي للإصلاح لا للتغيير. ثمَّ وقف وقفة لاستجلاء المعاني التي تنضح بها كلمة "الحياة" التي رصَّع بها المشايخ العديد من مؤسَّسات هذه الأمَّة.
 بعدها بلَّغ ا لمنشِّط اعتذار السيِّد رئيس الجمهوريَّة عبد العزيز بوتفليقة، واستحضر كلمة ألقاها في مجمَّع بمدينة بني يزقن التي نوَّه فيها بتمسُّك أبناء المنطقة بتعاليم الدين الإسلامي، وتمنَّى من أولئك الذين طلبوا منه أن يحذف من الدستور نصَّ "الإسلام دين الدولة" أن يقدموا إلى هذه البقاع ليشاهدوا بأنفسهم الإسلام مجسَّدا في شبابا.
 تلا ذلك كلمة رئيس مجلس عمِّي سعيد، الأستاذ الشيخ سعيد بن محمَّد كعباش الذي استفاض في ذكر المراحل التاريخيَّة لهذه الحركة الإصلاحيَّة ومعالمها الأساسيَّة، ورجالاتها الذين ضحُّوا بالنفس والنفيس لإحياء الأمَّة وتثبيتها على المحجَّة البيضاء.
 بعد ذلك كلمة ممثِّل أعيان المالكيَّة الشيخ مسقَّم السايح الذي نوَّه في كلمته على المنظر الجميل الذي يعبِّر على الوحدة بين المتساكنين من إباضيَّة ومالكيَّة، وحمد الله على نعمة الأمن والعافية، وعبَّر عن حبِّه للشيخ عدُّون وصحبته الطويلة له وللشيخ إبراهيم بيُّوض.
 تقدَّم ممثِّل المجلس الإسلامي الأعلى محمَّد شريف قـاهر بكلمته بالقول: الخير كلُّه في الاتِّباع، والشرُّ كلُّه في الافتراق، وأنَّ البلاد لا تزال بخير ما دامت متمسِّكة بربِّها ومتَّبعة لمشايخها، ووجَّه خطابه للجيل الصاعد وللحضور مذكِّرا إياهم بمسؤوليتهم في حمل هذه الأمانة العظيمة، وتبليغها للأجيال اللاحقة، وسأل الله أن يوفِّق الجميع خاصَّة الشباب بأن يرتقوا إلى مستوى مهرجان الوفاء.
 أمَّا الشيخ الدكتور عمَّار طالبي ونيابة عن جمعية العلماء المسلمين بيَّن مناقب الشيخ بيُّوض والشيخ عدُّون، والجهود التي بذلاها من أجل المعهد والإصلاح، وقد استلما الراية من مشايخهما، ومن أسباب نجاحهما هو عدم تعصُّبهما لفكرة أو لمذهب، إنًّما الانفتاح على سائر المذاهب والأمَّة الاسلاميَّة، ثـمَّ بلَّغ الحاضرين التحيَّة والسلام من شيخه عبد الرحمن شيبان، وتأسَّف عن عدم حضوره نظرا لحالته الصحيَّة فنرجو له الشفاء، ثـمَّ دعا الشباب للوحدة والتوحُّد وإخلاص النيَّة والعمل لوجه الله، وذلك لترقية هذا الوطن من كلِّ الجوانب، سائرين على منهج السلف الصالح.
 كلمة وفد سلطنة عمان ألقاها الشيخ عبد الله بن راشد السيابي نائب رئيس المحكمة العليا بسلطنة عمان، حيث قدَّم الشكر والثناء لهذه الدعوة متعذرا عن عدم حضور الشيخ أحمد بن حمد الخليلي مفتي السلطنة، بسبب مشاركته في مجمع الفقه الإسلامي بالشارقة، وبعد ذلك ألقى قصيدة شعريَّة رائعة مبيِّنا مناقب وفضائل المعهد.
تلا ذلك نشيد "نـمدُّ اليمين نشدُّ اليدا" من أداء فرقة الوفاء، ثـمَّ فقرة تتويج أصغر ثلاثة مستظهري كتاب الله وستَّة وستِّين مستظهرا من ذكور وإناث.
كلمة الشيخ الناصر بن محمَّد المرموري رئيس العزَّابة منوِّها بأصغر مستظهر للقرآن الكريم وعمره تسع سنوات، وذكَّر بأنَّ كلًّ الأبناء لديهم القدرة لذلك في هذا السنِّ إذا وجدوا الرعاية الكافية من الأولياء والمعلِّمين، والسرُّ في ذلك اللقمة الحلال.
هديَّة تكريميَّة تقدَّم بها رئيس المحكمة العليا بسلطنة عمان السيد إسحاق البوسعيدي التي تمثَّلت في تذكار منحوت للمسجد الأعظم بالسلطنة.
كلمة دولة الوزير الأوَّل أدَّاها بالنيابة مستشاره الدكتور أحمد بن بابا بيُّوض الذي شكر دعوة جمعية الحياة والقرارة لحضور المهرجان، ودعا بالنجاح لها. وهو يرى في هذا الـمَعلَم عامل وحدة وتلاحم بين الأجيال.
 وختام الحفل نشيد "يا معهدي" أدَّاه ناظمه الأستاذ الشيخ صالح بن إبراهيم باجو مع المجموعة والجمهور.

المصدر: موقع جمعية الحياة

لمشاهدة الصور قم بزيارة موقع الجمعية http://www.el-hayat.org

للاطلاع على برنامج المهرجان:  http://www.el-hayat.org/prog.doc

اسم الكاتب