افتتاح موقع جمعيّة التّراث فتح كببر..
الحمد لله على نعمه التي تعدّ ولا تحصى، والشّكر له على ما أعطى وأسدى، لقد فتح ربّنا الكريم على جمعيّة التراث فتحا كبيرًا، ومنحها فضلا عظيمًا؛ بتوفيقه في افتتاح موقع لها على الشّبكة العنكبوتيّة.. لتتمكّن من خلاله التّواصل مع العالم بكلّ مكوّناته: بشرًا وفكرًا ومعرفة وثقافة، ونشاطا وحركة.. وتتفاعل مع المستجدّات التي تنزل الميادين في كلّ لحظة، وتختصر المسافة بينها وبين من يتعامل معها، ويتابع إنجازاتها..
هذا الموقع يكون فضاء لعرض جمعيّة التّراث أعمالها وأثقالها وأعباءها وآمالها.. ومجالا لتقديم نبذ من أنشطتها ومشروعاتها، ومساحةً لتسجيل حضورها في المشهد الثّقافي والفكري، الذي يشترك فيه العالم بكلّ أطيافه وتيّاراته وألوانه وأشكاله.. فلا تبقى الجمعيّة بعيدة عن الحراك المعرفي، ولا تظلّ جهودها غير معروفة في ساحات المنافسات الفكريّة والمبادرات الثّقافيّة..
الموقع نافذة مهمّة يطلّ منها مناصرو الجمعيّة ليعرفوا عن كثب ما تقوم به، فيزدادوا بها تعلّقًا، ويلتفّوا حولها؛ مناصرة وتشجيعا وتقديمَ العون المادي لها، والدّعم المعنوي لتواصل سيرها، وتضاعف من جهودها. بهذا التّواصل تكون اللّحمة متينة، والتّعاون قويّا. فالأنصار والمؤيّدون هم جزء من الطّاقة التي تحرّك الحماسة للعمل والدّأب داخل نفوس العاملين في الميدان في كلّ مؤسّسة وهيئة وجمعيّة..
الموقع باحة لتدوين الملاحظات وتقويم الأعمال، وتسجيل الاهتمامات، وتقديم المقترحات.. من كلّ من يطّلع على سيرورة العمل في جمعيّة التّراث.. إذ يتمّ كلّ ذلك بأسلوب منهجي، وفي إطار محدّد..برويّة وتركيز ودراية بما يتمّ وينجز في أروقة الجمعيّة، وفي فضاء مُؤَسَّس بقواعد وأركان وشروط، تبتعد عن الفوضى والعشوائيّة.. وتسعى لتثمين المنجز، وعرض النّقد الذي يطمح إلى تحسين الأداء..
نسأل الله أن يعيننا على تحقيق ما نصبو إليه ونرنو من بوابّة الموقع، ما يخدم التّراث ونرجو، وينشّط السّاحات الفكريّة والعلميّة والمعرفيّة، ويقدّم العون للباحثين، ويوطّد العلاقات مع كلّ الجهات والهيئات والمؤسّسات التي تتحرّك في مضمار نشر الثّقافة الأصيلة والفكر النّيّر والمعرفة الأساسية في تنظيم شؤون الحياة حاضرًا ومستقبلا.
نسأل الله أن ينفحنا بالقوّة والإرادة والعزيمة للثّبات في ميدان العمل المضني، والاستمرار في درب النّشاط الهادف.. وأن يمنحنا الصّبر والجلد للتّغلّب على العائقات، والتّصدّي للتّحدّيات وكلّ ما يقف في طريق الوصول إلى أهدافنا.. من بوّابة الموقع، وأن يعيننا على الإبداع والابتكار والتّجديد والتّطوير..
لا ننسى في ختام هذه الأسطر أن نقدّم شكرنا الجزيل وتقديرنا الكبير لكلّ من أسهم وجاهد وصابر وثابر في إنجار الموقع.. فكلّ من سار على وصل. ومن يعرف المطلوب يحقر ما بذل.
تقبّل الله منهم جميعا، وجعل دأبهم ثقلا في ميزان حسناتهم.. فإنّ لا يضيع أجر من أحسن عملا..وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون... والذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سبلنا وإنّ الله لمع المحسنين..
الجزائر يوم الأحد:13جمادى الثّانية1443هـ/16 يناير2022م
الدّكتور محمد بن قاسم ناصر بوحجام. رئيس جمعيّة التّراث