إن التاريخ الإسلامي بالرغم عن كونه مبهما فإنه ولا شك يحتوي على صحائف تنور العقول؛ لأن المسلمين يوم كانوا في ذروة مجدهم أبعدُ الناس عن التعصب الديني لما كانوا يديرون كفة العالم.


عندما كان الغرب طامسا في ظلمات الجهل إذ سطعت نجمة متلألئة في الشرق قادت العالم المريض بضيائها إلى الصراط المستقيم .
إن الإسلام دين قويم فليحاول الهندوس تفهّم تعاليمه بقلب بعيد عن الهوى وحينئذ تراهم يتعشقونه كما أتعشقه أنا.
يقولون إن الأوربيين في جنوب إفريقيا يفزعون من تقدم الإسلام، الإسلام الذي مدن الإسبان، ورفع مشعل النور في مراكش، وبشر العالم بالأخوة والسلام؛ لأنهم يعرفون أن سكان تلك البقاع إذا اعتنقوا دين الإسلام فإنما يطلبون المساواة بالأقوام البيض. ويحق لهم الخوف لأنهم يعلمون أن الأخوة والسلام خطيتان.
لقد رأيت أنّ أي فرد من سكان إفريقيا الوسطى المسماة (زولو) بعد اعتناقه الديانة النصرانية لا يتساوى مع النصارى البيض، في حين أن معتنقي الإسلام هم حق المساواة مع جميع المسلمين؛ فإنهم يأكلون من إناء واحد ويشربون من كأس واحدة.

المصدر: جريدة النور للشيخ أبي اليقظان، عدد:5 ، السنة الأولى، التاريخ: الثلاثاء 30 جمادى الأولى 1350هـ// 13 أكتوبر 1931.

اسم الكاتب