اسم الكاتب
جمعية التراث

الشيخ صالح بزملال استقامة وتضحية وعلم بالقراءات
إعداد: جماعة من الأساتذة
تقديم الأستاذ: ابن ادريسو مصطفى بن محمد
نشر: عشيرة آل بامحمد – بني يزقن، 1431هـ / 2010م

الكتاب عبارة عن حصيلة اليوم الدراسي حول شخصية الشيخ صالح بزملال
08 جمادى الثانية 1421هـ، الموافق لـ 07 سبتمبر 2000م

ترجمة الشيخ صالح بزملال

هو الشيخ صالح بن عيسى بن داود بزملال من مواليد بلدة بني يزقن، ولاية غرداية، شهر جمادى الثانية عام 1338هـ (مارس من عام 1920م).
   تربى ونشأ هذا الرجل الصالح في أحضان أسرة طيبة ملتزمة. فقد بصره وهو لا يزال رضيعا، ويُتِّم من أمه في سن الخامسة، رغم تلك الظروف القاسية في مثل ذلك السن، فقد اعتنى به والده اعتناءً خاصا، توجيهًا وتربية.
   دخل الكتاب في الخامسة من عمره وتلقى مبادئ القرآن والدين واللغة على يد والده عيسى بزملال، ثم الشيخ إبراهيم ابن ادريسو والشيخ حمو الزغبة.
   سرعان ما أبدى نجابة وذكاء وحافظة، فأرسله والده إلى مدينة قالمة حيث تجارة أعمامه آل بزملال، فدخل مدرسة الاستقامة ولازم الشيخ عبد الله بوراس الكاملي والشيخ الهاشمي من فقهاء مدينة قالمة.
   في سنة 1357هـ/1938م انتقل إلى تونس لينضم إلى البعثة المزابية هناك تحت إشراف الشيخ محمد بن صالح الثميني. انتسب إلى جامع الزيتونة بتونس وأظهر نجابة وذكاء، فتولاه مشايخ الزيتونة بكثير من العناية والتوجيه، حيث أظهر نبوغًا في علم القراءات التي أجيز فيها، إلى جانب العلوم الأخرى من فقه وأدب ولغة.
   في سنة 1365هـ/1946م بعد أن وضعت الحرب العالمية أوزارها رجع إلى الجزائر واستقر بمدينة قالمة لمدة عامين مدرسًا بمدرسة الاستقامة.
   في سنة 1366هـ/1947م انتقل إلى بلدته بني يزقن ليستقر بها نهائيا معلما مربيا وموجها في حقل التربية والاجتماع والعلم، وليلتحق مدرسا بصديقه الحميم المرحوم محمد بن يوسف اطفيش، بمدرسة الاستقامة، التي خرَّجت أجيالا من المثقفين.
   في سنة 1382هـ/1962م أسهم مع ثلة من الغيورين على تراث القطب في تأسيس مكتبة القطب التي سيرابط بها مع رفيقه طيلة 25 سنة إلى أن ينتقل سنة 1407هـ/1987م إلى مكتبة الاستقامة ليلازمها إلى وفاته.
   في كلتا المكتبتين كان مثالا في الانضباط والاطلاع الواسع والتفقه، فكان قبلة للباحثين، ومرشدًا للدارسين، وأستاذًا لأجيال من حملة الشهادات الجامعية في مختلف التخصصات.
   وكان في آن واحد عضوًا نشيطا في الهيئات الآتية:
   * مكتب عشيرة آت بامحمد منذ 1382هـ/1962م إلى 1418هـ/1997م دون انقطاع، حيث كان من المؤسسين الأوائل لأول إدارة عشيرة بالمفهوم الحديث في البلدة.
   * مجلس الضمان لمدة تزيد عن ربع قرن.
   * حلقة وندوة بريان منذ التسعينيات (ميلادي) إلى وفاته.
   في صبيحة يوم الخميس 26 صفر 1420 هجري الموفق ليوم 10 جوان 1999 ميلادي، اختار الله شيخنا المجاهد الغيور المتواضع الورع العالم إلى جواره، وشيعت جنازته في موكب مهيب بمقبرة الشيخ بامحمد بعد صلاة العصر من نفس اليوم.
   رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه.
   من العبارات الدارجة على لسان الشيخ رحمه الله قوله: «تَلَقِّيكْ بَاتَّا رَبِّ وَيَّغْفِرْ ذْنُوبِيكْ» (مسكين أنا، إن لم يغفر الله ذنوبي).
   وكان يوصي المسافر قائلا: «تْزَالِّيتْ، تْزَالِّيتْ، تْزَالِّيتْ» (الصلاة، الصلاة، الصلاة).
   ويسأل أول ما يسأل من يلتقي به من الصبيان: «مَاني تَلِّيدْ تِوْضَدْ القُرَانْ؟» (أين وصلت في حفظ القرآن؟).
   ومن وصاياه للباحثين، ويوصي بها المخالف منهم له في الرأي والموافق على السواء: «إذا اعتقدت صواب رأي في مسألة فاصدع به ولا تبال».
   كلمات بسيطة من حياته اليومية، غيض من فيض، هي خير ما يكشف عن شخصية المرء وعن القيم والمثل الأصيلة فيه، وإنَّ أصدق ما نتم به هذه العبارات استقامته، رحمه الله، وعلميته.

المصدر: المطوية الخاصة باليوم الدراسي