فهرس مخطوطات مكتبة إروان (دار التلاميذ) بالعطف

هي أول مكتبة تنجز ببرنامج خاص لتسيير المخطوطات بالإعلام الآلي في تاريخ التراث الجزائري، والإباضي (البرنامج أعد خصيصا لفريق جمعية التراث)

التعريف بمكتبة إيروان (دار التلاميذ) بالعطف

المدينة: توجد المكتبة بمدينة العطف، التي تعتبر أقدم مدينة في وادي ميزاب.

دار "إروان" جمع "إيرو" كلمة باللسان الميزابي، تطلق على التلميذ الذي حفظ القرآن الكريم واستظهره، فقبل طلبه بالانضمام إلى الهئية "إروان"، التي تكون ملحقة بالمسجد الكبير، وهو نظام ساري المفعول بجميع قرى وادي ميزاب إلى عصرنا هذا، ويستمد جذوره من نظام العزابة.

وفي جميع مساجد الوادي تجهز دار خاصة بجانب المسجد، تابعة لمرافقها وأوقافها، تخصص لاجتماعات هذه الهئية حول شيخ حلقة العزابة أو عريفها، لمواصلة حفظ أمهات الكتب والمتون الدينية، ولمحاولة حل المسائل الدينية الواردة إلى الحلقة من عامة الناس

وفي العطف نسبت للطلبة "إروان" دار نائية عن المسجد وسط البلدة، وقفها للعلم السيد حمو علي عمر بن يوسف بن حمودة، حوالي سنة 1240هـ/ 1835م. وقد اختلف على كرسي التعليم في هذه الدار مشايخ أعلام منهم: الشيخ مسعود بن محمد بكلي، والشيخ الحاج عمر بن حمو بكلي، والشيخ عبد العزيز بن الحاج داود بن عبد العزيز، والشيخ الحاج إبراهيم بكلي والشيخ الحاج سعيد الحاج محمد بن باحمد، والشيخ يوسف بن بكير حمو علي... رحمهم الله جميعا.

وهذه الأخيرة كان شيخا للحلقة إلى أن أعيد بناء الدار سنة 1395هـ/ 1975م، ولا تزال تنشر الدار إلى مدرسة عصرية تابعة لمسجد أبي سالم، جهزت لتعليم البنين والبنات، ولا تزال تنشر القرآن والعلم والفضيلة.

وعلى مر السنين تكونت فيها مكتبة ثرية تضم مصادر أساسية في مختلف الفنون العلمية التي كانت مقررة في حلقات "إروان" وقد تم تنظيمها مؤخرا بفهارس شاملة لجميع الكتب المطبوعة: والتي تتمثل في أكثر من 1200 كتابا من الحجم الكبير والصغير، وأكثر من 190 عنوانا للدوريات.

وأهم محتوياتها خزانة للمخطوطات القيمة، في شتى الفنون والمجالات، أسسها محسنون بأعز ما يملكون من نفائس حبسوها للدار، والقائمة مفتوحة أمام المحسنين وتنافسهم الكريم، في السخاء بمخطوطات آبائهم وأجدادهم، لإثراء هذا الرصيد الحضاري الأصيل.

وقد استفاد من هذه الخزانة عدد كبير من الطلبة والباحثين والأساتذة، من داخل الوطن وخارجه، كما شاركت المكتبة في عدد من المعارض المحلية الهامة في مجال التراث.

دعوة وتوكيد: يؤكد القيمون على المكتبة استعداداهم الحثيث لتقديم يد المساعدة لجميع الباحثين الذين يقصدونها، وهي مفتوحة أمامهم في جيمع الأوقات، وفي كل الظروف، وهدفهم الوحيد أن لا يحرموا طالب العلم من الاستفادة منها.

ومشروع المكتبة لا يزال يطمح إلى تجهيز المكتبة بجهاز كمبيوتر، حتى يتسنى للباحث -في أي وقت شاء- الاستفادة من فهارسها والوصول إلى مصادرها بأيسر السبل

شكر وتقدير: إن جمعية التراث لتشكر جميع المكتبات التي فتحت قلوبها، واستقبلت باحثيها، وساعدتهم على إنجاز هذا المشروع: دليل المخطوطات، وتشكر بالمناسبة الروح العلمية، والصدر الرحب، الذي حظينا بهما في ربوع العطف الكريمة، وذلك في إطار إعداد فهرس هذه المكتبة الثرية، وكذا مكتبة البكري الزاخرة، فجزى الله المحسنين وذوي الفضل كل خير.

ولا يفوتنا أن نذكر أن هذه أول مكتبة لدار التلاميذ "إيروان" تنجز في إطار دليل المخطوطات، ولعلها تكون رائدة ومثالا يحتدى في المستقبل إن شاء الله.

عن فريق البحث: محمد موسى باباعمي/ مصطفى محمد شريفي

يوم: السبت 07 رمضان 1416هـ الموافق لـ 27 جانفي 1996م.