الأطروحة المقدمة إلى جامعة لندن لنيل درجة الدكتوراه
تأليف
د. محمد سالم المقيد الورفلي
مدرسة الدراسات الشرقية والإفريقية
إنها لحقيقة متفق عليها، أن ليبيا لم تنل إلا قليلا من الدراسات في مجال الفنون والآثار الإسلامية، فلقد كان الاهتمام منصبا على المخلفات الإغريقية الرومانية. ويمكن أن يقال أيضا إن حقبة ما قبل التاريخ قد حازت على قدر كبير من الاهتمام مقارنة بالآثار الإسلامية، التي لم يكتب لها حتى رصد وتسجيل معالمها. ولم يفتح هذا الباب إلا في أواخر الستينيات من القرن العشرين. وعلى الرغم من ذلك فلا زالت المعالم والمواقع الإسلامية الأثرية بحاجة ماسة إلى الدراسات الجادة والعناية العلمية. والهدف هو إلقاء مزيد من الضوء على حقب تاريخية ومفصلية في تاريخ هذا البلد.
إن منطقة جبل نفوسة تتصف ضمن المناطق التي عانت من الإهمال في هذا المجال لفترة طويلة من الزمن. ولذا كانت هذه الدراسة، برغم ما اكتنفنا من صعوبات، محاولة لإزالة بعض الغبار عن صفحات من التاريخ والمعالم الأثرية. ومن جهة أخرى محاولة لتمهيد السبيل أمام أولئك الذين يودون الذهاب إلى أبعد من هذا الهدف. وذلك بالسعي لإنجاز دراسات أكثر تفصيلا وعمقا. وعلى العموم فهذه الدراسة ربما تنجح في الإشارة إلى مواقع ومعالم إسلامية، يجب أن تحظى بالأولوية عندما يتقرر إجراء الحفريات الأثرية في هذه المنطقة.
و لعل الإشكالية الأساسية التي يواجهها الباحث في الدراسات الأثرية. هي الرؤية التاريخية المتزنة. وفي منطقتنا هذه لم تكن بالقدر الكافي. وإذا كان من أهداف هذه الدراسة العمل على تأطير رؤية تاريخية موضوعية للمنطقة، عبر القرون الإسلامية الأولى. ولقد تم توظيف المقارنة والقياس من أجل رسم الخطوط العريضة لهذا التصور. وهذا ما دعت إليه الضرورة العلمية، وصولا إلى تسليط الضوء على أقدم المعالم الإسلامية بجبل نفوسة.
-------------------------------
يمكنكم تنزيل الكتاب على الرابط الآتي: