اسم الكاتب
جمعية التراث

 

جهود الشيخ عدُّون في التربية والإصلاح بوادي مزاب ما بين 

(1343 - 1425 هـ/ 1925 - 2004م).

 

ولقد كان وادي مزاب له السبق في الحركة الإصلاحية العلمية في الجزائر، حيث تعود بوادر نهضته إلى منتصف القرن (18م)، وبلغت مرحلة النضج الفكر الإصلاحي على عهد الشيخ "سعيد بن بالحاج شريفي"، الملقب بالشيخ "عدون" رحمه الله، حيث انطلقت إشعاعاته من القرارة مع مشروعه التاريخي الذي تمثل في معهد الحياة الذي كان صاحب فكرته وأحد مؤسسه والقائم على تسييره، فهذه المنارة التي أنارت جنوب الجزائر بل أنارت الجزائر بكاملها، وصلت آثاره المشرق العربي .

فلقد كانت إسهامات الشيخ  "عدونفي بناء الشخصية الوطنية كبيرة جدا، ويعتبر مجدد الأمة المزابية وذلك من خلال أفكاره التنويرية، و لعل أبرزها دعوته إلى تطوير مناهج التربية والتعليم، ومواكبة المشرق في مسيرتهم الحضارية، كما كان أول من دعا إلى تعليم المرأة في مدارس نظامية وفق مناهج تربوية معاصرة، حتى تكون النهضة شاملة، تمس جميع فئات المجتمع. 

ولقد أدرك أنه لا مناص لاسترجاع الشخصية الإسلامية العربية، إلا بالاسترجاع وعائها الحضاري وهي اللغة العربية، فكان مغرما باللغة العربية، وجعلها أساس نهضته، وحببها لتلاميذ هو مكنها في نفوسهم، فخرج من معهد الحياة شعراء وأدباء بلغت شهرتهم العالم الإسلامي، وصار البعض منهم شعراء للثورة التحريرية المباركة.

فالشيخ "عدون" لم يكن مربيا مصلحا فحسب، بل كان قائدا، فترأس مجموعة من الهيئات العرفية وغير العرفية، أ وسس جمعيات ثقافية ورياضية، جعلها منبرا ينشر من خلالها أفكاره الحية، ويدعو المجتمع بجميع شرائحه للنهوض بالحضارة الإسلامية، واسترجاع المجتمع المحمدي.

لذلك كان لزاما علينا نحن طلبة التاريخ أن نبنين دور هؤلاء المشايخ في صناعة التاريخ الجزائري وتوجه مساره نحو الأفضل، كما أن شخصية الشيخ  "إبراهيم بيوض"   النضالية الإصلاحية غطت على إنجازات الشيخ "عدونالذي كان العضد الأيمن، لذلك أجد أن كثيرا من الباحثين لا يعرفون الشيخ "عدون".