يتميَّز الشيخ بيوض رحمه الله بأنّه كان عالما زعيما، ومصلحا حكيما، والدارس لجوانب حياته الحافلة بالمواقف المشهودة والمحطّات الحاسمة، ليتملّكه الاندهاش حين يقف على أسرار زعامته، ومفاتيح شخصيته المتميِّزة، وقد أهَّلته الظروف التاريخية العصيبة، والصراع المرير في أكثر من صعيد، وما منحه الله من مؤهِّلات نادرة وشخصية قويَّة ليكون المفتاح المنتظر والرجل المقتدر، ليعالج قضايا أمَّته بحكمة وبصيرة، ويكون الرائد الأمين، وهادي القافلة في بيداء التيه. كلُّ ذلك بوَّأه مكانة عالية بين أمَّته وضمن علماء الجزائر المخلصين، الذين تعاونوا لتنوير الأجيال وإخراج الوطن من براثن الجهل والاستعمار.

لقد تصدَّى كثير من الكتَّاب والدارسين المنصفين لإبراز العديد من جوانب حياة هذا الزعيم، والظروف التي أحاطت نشأته ومسيرته فتأثَّر بها ووظَّفها بذكاء واقتدار، واتَّخذها معراجا لبلوغ مراتب عليا في التسيير والقيادة واكتساب الثقة الكاملة لدى الخاصِّ والعامِّ...

وممَّا يكشف جانبا من هذه الصفحات التاريخية الناصعة من حياة الإمام الشيخ بيُّوض رحلاته وأسفاره، وهي الرحلات المباركة التي استطاع أن يبرز فيها للقاصي والداني أفكاره ودعوته للنهوض والدعوة إلى الحركة الإصلاحية في المجتمع الذي يرغب في الوصول به إلى مصافِّ المجتمعات الإسلامية الراقية.

ولقد اطَّلعت على بعض المحطَّات الهامَّة ممَّا خلَّدته يَمينُ الشيخ المباركة في بعض مذكِّراته وإنَّ فيها عِبرًا ومواعظَ من المفيد جدًّا أن تطَّلع عليها أيُّها القارئ الوفي...

ومن بين هذه المحطات الهامَّة في حياته: رحلته المباركة إلى بعض مدن الشرق الجزائري ثمَّ إلى تونس، وكانت رحلة طويلة وموفَّقة وعامرة بالإنجازات الهامَّة واللقاءات الخاصَّة مع العلماء ورجال الدين والسياسة والثقافة. وإنَّه لجدير بالباحث أن يطَّلع عليها ليعلم كيف كان الشيخ ـــ رحمه الله ـــ يسعى في إصلاح ذات البين وفي الدفاع عن الحقِّ برفع كلمة الله ونشر الفضيلة والذود عن حياض الإسلام والوطن.

ودونك ـــ أيُّها القارئ الكريم ــــ ملخَّص رحلة مليئة ببعض الإنجازات الهامّة لتقف على حياة من أجل القرآن ونصرة لغة القرآن ومواطن القرآن...

بدأ رحلته المباركة من القرارة صباح يوم الأحد 13 ربيع الثاني 1365 هـ، يوافقه 16 مارس 1946م، قاصدا مدينة «توقرت» حيث كانت محطته الأولى فيها مليئة بأعمال ولقاءات مع الأصدقاء من علماء تلك المنطقة وأعيانها...

ففي يوم الثلاثاء 15 ربيع الثاني 1365هـ، يوافقه 19 مارس 1946م وهو في «توقرت» جاءه نبأ من بسكرة أنَّ الحكومة أفرجت عن الشيخ البشير الإبراهيمي وعبَّاس فرحات وخير الدين والتبسِّي وعاد كلٌّ منهم إلى أهله سالما مبرَّءًا. وبهذه المناسبة تاقت نفسه إلى زيارة بسكرة لأجل تهنئة زملائه ومواصلة الجهاد معهم.

ولقد أبرق إلى الشيخ البشير وإلى الشيخ العقبي مهنِّئا بإطلاق سراحهما...
المحطّة الثانية في مدينة بسكرة. يوم الخميس 21 مارس 1945 مـ؛ قال الشيخ بيُّوض:
«ذهبنا إلى بسكرة بعد الظهر ومعي الشيخ أبو اليقظان، فخَّار، لقمان، معيز. وصلناها الخامسة والثلث فذهبت بنا ـــ مع الإخوان الذين التقونا ـــ سيارتان إلى المدرسة فوجدناها مكتظَّة بالتلامذة والمستقبلين يتوسَّط عقدهم الشيخ العُقبي الذي دعي لهذا الغرض ومعه ثلَّة من إخوانه وأنصاره من بسكرة وغيرها والقوم كلُّهم على الأرض المفروشة بالزرابي الفاخرة إلاَّ بضعة كراسي للشيخ ولنا نحن الإثنين وأستاذَي المدرسة ورؤساء الجماعة.

أنشد التلاميذ أناشيد ترحيب وحماس ووطنيَّة ثمَّ قُدَّم الضيوف إلى المحتفلين بلفظ الأقطاب الثلاثة ثمَّ أطنب في التعريف بالشيخ العقبي وجهاده وإصلاحه ثمَّ ثنَّى بأبي اليقظان وثلَّث ببيُّوض.

ثمَّ أُعطيت الكلمة للعقبي فشكر المحتفلين وأطال في شرح أطوار جهاده وما امتُحن به، وعمله في لجنة الإصلاح الأولى في عهد الوالي كاترو ثمَّ الثانية اليوم في عهد شاتينيو وشرح مطالبه لفائدة الجزائر العربية المسلمة ولا سيما ما نجح فيه وظفر به كفتحِ المساجد في وجوه العلماء وفسخ قانون اشتراط الشهادة الفرنسية لمعلِّمي العربية، وفصل الديانة الإسلامية عن الحكومة.

وفي هذه النقطة قرأ كتاب الوالي العام إليه منذ أيَّام في قبول الحكومة لطلبه وهذا أوَّل مَجمَع يُقرأ فيه. ثمَّ أشار إلى عمله بعد في تأسيس مجلس إسلامي أعلى يتولَّى إدارة شؤون الدين إلخ...

ودعا بني ميزاب إلى المشاركة فيه إلخ... ثمَّ أُعطيت لي الكلمة فشكرتُ من هيَّأ لنا هذه الفرصة وأشرتُ إلى الحوادث العظام التي توالت على الجزائر منذ 8 ماي 1945 وكيف انجلت الغمَّة اليوم، فأهبت إلى العمل بجدٍّ ونشاط وعزم وإخلاص وإلى تناسي الماضي ودفن أحقاده وضغائنه ورجوت الشيخ أن يعفو ويصفح وأن يستأنف السير مع إخوانه العلماء.

ثمَّ تخلَّصت إلى فصل الدين عن الدولة وبيَّنت أنَّ ميزاب قد حصل على هذا منذ 1853 عندما عقدت معاهدة الأغواط مع فرنسا وإنَّ ميزاب مستقلٌّ تمامَ الاستقلال في إدارة شؤونه الدينية ولم يُمس شيء من أوقافه ولم يزل كذلك إلى اليوم، بيد أنَّ هذا لا يمنعه من مدِّ يده إلى إخوانه في المجلس الإسلامي المنْويِّ تشكيله إلخ... ثمَّ انفضَّ الجمع.

وكان العشاء عند السيد خبزي عيسى وشهده الشيخ خير الدين محمَّد الذي خرج من معتقله منذ أيّام فكانت سهرة لطيفة ممتعة تنقَّل فيها الحديث في مختلف وجوه الإصلاح الجزائري علميًّا واجتماعيًّا وسياسيًّا، وصرَّح خير الدين بعزم إدارة التربية والتعليم بقسنطينة على جمع المعلِّمين في مؤتمر عامٍّ للنظر في توحيد التعليم بكافَّة مدارس القطر، ثمَّ النظر في قرار اشتراط الشهادة الفرنسية للمعلِّم العربيِّ...

التقيتُ بقطار بسَّكرة ببعض الشبَّان من ضحايا أصحاب البيان وحوادث 08 ماي فإذا بهم في حنقٍ شديد وغيضٍ على الشيخ العُقبي فخفَّفتُ بعض ما بهم بدفاع مجيد عن الشيخ المتجنَّى عليه، وكان الأثر حميدًا والحمد لله...».

المساعي الحميدة في تأسيس المجلس الإسلامي الأعلى:
ولهذه المناسبة وجدتُ في مذكِّرات الشيخ رسائل هامَّة تخصُّ هذا الحدث التاريخي فأردتُ أن أفيد بها القارئ الكريم وفيها الغنية عن كلِّ تعليق، إذ نكتفي بعلاقة العلماء بعضهم ببعض وقتئذ رغم مشقَّة الاتِّصال وصعوبة التنقُّلات وكثرة العيون المسلَّطة عليهم من جواسيس الاستعمار وأذنابه.

وكانت وقتئذ مساعي حميدة للشيخ بيُّوض في إصلاح ذات البين ورأب الصدع وإزالة الشحناء من صدور المتخاصمين ممَّا أثاره بعض من المرجفين في المدينة من الانتهازيين ودعاة الفرقة بين المشايخ والعلماء المخلصين في الدفاع عن حقوق المسلمين الجزائريِّين.

الرسالة الأولى: كتبها فضيلة الشيخ الطيب العُقبي من الجزائر العاصمة إلى زميله فضيلة الشيخ بيُّوض. وكان ذلك يوم: 07 جمادى الثانية 1365هـ، يوافقه 08 ماي 1946م.
نصُّ الرسالة:
«الفاضل الأكمل المحترم حضرة الأستاذ الشيخ إبراهيم بيُّوض حفظه الله أبدًا؛
بعد السلام والتحية المباركة أتشرَّفُ بإعلام حضرتكم أنَّنا قد تحصَّلنا ـــ بحمد الله ـــ على ما كنَّا منذ عهد بعيد نطالب به من فصل الدين عن الدولة واستقلال المسلمين بأمور دينهم استقلالا تامًّا وإدارتهم لشؤونهم الدينية بغاية الحريَّة، وتلك هي الرغبة التي أجمع المسلمون قاطبة في هذا الوطن على المطالبة بتحقيقها.

فإنَّ السيِّد الوالي العام قد أعلمني بصفتي عضوًا في لجنة الإصلاحات العليا، وبمكتوب عدد 1133 رقيم يوم 09 مارس سنة 1946 بأنَّه قد أجاب مطلبنا وقرَّر أن يكل إلى جماعة المسلمين سائر أمور دينهم، وطلب منِّي أن أتولَّى مخاطبة ذوي الشخصيات في شأن تنظيم الهيأة الدينيَّة العليا التي تباشر في المستقبل ذلك.

لهذا جئت ـــ سيِّدي ـــ أن تقبلوا تعيينكم عضوًا بالهيئة المؤقَّتة التي تتفاوض في هذا الأمر لتشكِّل المجلس الإسلامي الأعلى في أقرب وقت مُمكن. ولهذا أرجوكم أن تُعلموني قبل يوم 20 ماي الجاري بقبولكم هذه العضوية ليتسنَّى لنا إنجاز العمل، ولنحقِّق سريعا ما نرجوه من حرِّية دينيَّة تامَّة مُطلقة. والله يحفظكم ـــ سيِّدي ـــ ويرعاكم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم: الطيّب العقبي».

الرسالة الثانية
جواب الشيخ بيُّوض على رسالة الشيخ العقبي:
«بسم الله الرحمن الرحيم
الجزائر 15 جمادى الثانية 1365هـ ـــ 16ماي 1946م.
جناب العلاَّمة الجليل والمجاهد الكبير والقائم بحقِّ الوراثة النبويَّة في الهداية والدعوة والإرشاد.
سيِّدي الطيب العُقبي سلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أمَّا بعد: فإنَّه ألقي إليَّ كتابكم الكريم المبشِّر بذلك النبإ العظيم نبأ إدراك الأمَّة الجزائريَّة المسلمة على أيديكم أمنيَّة من أغلى أمانيها (استقلالها التام وحريَّتها المطلقة في إدارة شؤون دينها) والذي شرَّفتموني فيه بالدعوة إلى المشاركة في الهيئة المؤقَّتة للتعاون على تشكيل مجلس إسلامي أعلى يتولَّى إدارة المعاهد الدينية ويشرف عليها.

سيِّدي الكريم الطيب: أشكركم على جهادكم المتواصل وأهنِّيكم على نجاحكم الكامل وأرجو لكم أن تتحقَّق هذه الأمنيَّة الغالية على أيديكم.

أمَّا نحن فإنَّنا نرى من أقدس واجباتنا الاستجابة لداعي الله وقد دعانا لما يُحيينا؛ وأيُّ حياة للإسلام والمسلمين اليوم بهذه الديار أعظم من أن يعود للإسلام سلطانُه وللمسلمين حرِّيتُهم التامَّة واستقلالهم الكامل في إدارة شؤون دينهم؟ وإنَّها لمرقاة عظمى لمكانة أسمى وإنَّا لنرجو فوق ذلك مظهرًا. لبَّيك يا داعي الله وسعديك.

فعيِّن الزمان والمكان تجدنا من حولك بإذن الله. دُم على جهادك ونافح وروح القدس معك والسلام عليك ورحمة الله.
أطال الله بقاءك سالما مُمتَّعا بالصحة والعافية لدينك ووطنك وأمَّتك ولأخيك المخلص وصديقك الحميم:
بيُّوض إبراهيم».

الرسالة الثالثة
رسالة الشيخ محمد خير الدين إلى الشيخ البشير الإبراهيمي في قضية المجلس الإسلامي الأعلى.
«الجزائر في 15 ماي
العلاَّمة الكبير حضرة الأستاذ الشيخ سيِّدي محمَّد البشير الإبراهيمي رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريِّين حرسه الله ورعاه.

تحيَّة وسلام كريم. لقد استلمتُ بيد السرور رسالتكم المتعلِّقة بأمر المجلس الإسلامي الأعلى الذي هو بصدد التكوين والذي استدعاكم الشيخ سيِّدي الطيِّب العقبي للمشاركة في الأعمال التمهيدية لتأسيسه. جوابًا على رسالتكم أعلمكم:
أوَّلا إنَّني حسب طلبكم أرسل لكم صحبة هذا الرقيم منشور السيِّد الوالي العام والمنشورين الذين أرسلهما عامل عمالة الجزائر لمن هم تحت نظره وقد سلَّمني ذلك حضرة الأخ المفضال سيِّدي الشيخ إبراهيم بيُّوض وقمت بتعريب الجميع تسهيلا للمهمَّات.

ثانيا: إنَّ القانون الأساسي الذي عرضته على حضرتكم للاطَّلاع عليه والذي نقل لكم حضرة الأخ سيِّدي فرحات الدرَّاجي نسخة منه حسبما علّمتني هو قانون ابتكرته بنفسي وفحصتُ فيه آرائي بغاية الحرِّية والاستقلال حسبما عرضه عليَّ الشيخ سيِّدي الطيِّب العقبي عندما طلب إليَّ وضع مشروع قانون أساسي للمجلس الأعلى الإسلامي فهو من أجل ذلك قانون لم يعرض بعد بصفة رسميَّة على الحكومة ولم يُصبح من الأمور المقرَّرة المفروغ منها.

وأنتم تدركون أنَّه لا يمكن لإنسان مهما كان أن يستبدَّ برأيه دون جماعة المسلمين ويقدِّم من عند نفسه قانونا للحكومة كي يطلعه عليكم فذلك القانون سيعرض على حضرات المجتمعين لإقراره أو تنقيحه وعندئذ يقدِّمه المجلس التأسيسي للحكومة ويطلب إبرامه ويجعله أساسا للمفاوضة معها.

ثالثًا: ليس هناك من ضمانات أخذها الشيخ العقبي من الحكومة غير المنشور الصادر من الوالي العامِّ وما تبعه من منشورات البريفي وما حوته تلك المنشورات من استعداد ظاهر زيادة عن تأكيدات شفويَّة ورسميَّة في الموضوع.

رابعًا: الرأي عندي هو وجوب مباشرة العمل الداخليِّ بسرعة وتنظيم الهيأة الشرعية والاتِّحاد حول هذه الغاية التي إن تحصَّلنا عليها فقد تحصَّلنا لا محالة ـــ مهما كانت الظروف السياسية وتطوّراتها المنتظرة ـــ على خير كثير. ثمَّ نحن نواجه الحكومة في ميدان العمل والتنفيذ فإن هي صادقت وبرَّت بالوعود وتركتنا وشأننا نعمل باستقلالنا في دائرتنا الدينية على الأسس التي قرَّرتها في المشروع القانوني. فإن فعلت شكرنا لها سعيها وأقبلنا في العمل متَّحدين بهمَّة المسلم العميم الشاعر بواجبه نحو دينه ونحو أمَّته ونحو وطنه لا يضرُّه من ضلَّ إن هو اهتدى ولا يخاف في سبيل الحقِّ لومة لائم، ولا يأبه وهو مرتاح الضمير مخلص للَّه ولأمَّته لأقوال الزور والبهتان أو إفك مشَّاء بنميم. وإذا نحن رأينا من الحكومة خلاف ذلك فتبيَّت لنا سوء نيَّتها أو رأينا أنَّ الأمر مجرَّد ألاعيب أو كسب وقت أو تمويه شنَّعنا بسياستها وسجَّلنا لها أعمالها وفضحنا ألاعيبها للأمَّة وتكون هي الخاسرة ونحن الكاسبين.

هذا رأيي الشخصي أبديه لكم سيِّدي الأخ الجليل جوابا على رسالتكم وقياما بواجبي نحو صداقتكم المتينة التي أرجو أن لا تؤثِّر عليها أساطير إفك وبهتان يختلقها أرجاس أدناس تمشِّيا مع سافل الغرض واتِّباعا لهوى اليهود.

أرجو أن نجتمع أخي في ميدان العمل الإسلامي المفيد وأرجو أن يحقِّق الله على أيدينا جميعا مشروع المجلس الإسلامي الأعلى وهنالك يُعرف كلٌّ بسيماه وينال كلُّ ذي حقٍّ ـــ في مجال العمل ـــ حقَّه وهنالك لا يصحُّ إلاَّ الأصحُّ ولا يبقى إلاَّ الأبقى.

والسلام عليكم سيِّدي الشيخ المحترم الجليل والصديق المحبوب ورحمة الله وبركاته.
أخوكم: محمد خير الدين».

هذا نموذج من جهاد زعيم الحركة الإصلاحية في الجنوب الجزائري بل في القطر الجزائري كلِّه وهو نموذج من علاقته بأمثاله من العلماء المصلحين الأوفياء لدينهم وأمَّتهم ووطنهم. وتلك آثارُهم تدلُّ عليهم، وفي الإطلاع على هذه الصفحات الناصعة معتبر لكلِّ لبيب، وفيها أنصع بيان، وأكبر حافز لهمم الخلائف كي تتأسَّى بجهاد هؤلاء الآباء، فتبني للأمَّة مجدها على أسس الإخلاص والوفاء، والتعاون لعزَّة الوطن ورفع راية الإسلام.

الأستاذ: صالح بن أحمد حدبون
مدير «داخلية الحياة» ــــ القرارة

اسم الكاتب