قراءة في المسيرة التربوية للشيخ صالح لعلي (14 ديسمبر 1870م / 13 أكتوبر 1928م)
الأستاذ: ابن ادريسو مصطفى بن محمد. جامعة أدرار
تمهيد:
تعددت مجالات اهتمامات الشيخ صالح لَعْلِي(1) في حياته، وعظمت معاني التضحية والإخلاص، وتنوعت معالم الجهاد والكفاح، فظل الشيخ يسري نحو الدعوة إلى الله، وتفكر آلائه في خلقه وعظيم صنعه، فكان ذلك المحرك له في عمله الاجتماعي، والدافع للاهتمام بمصالح المسلمين، والمنطلق لحل القضايا الفقهية والعقدية، فعمل رحمه الله في رعاية أحوال المسجد، وسعى إلى رفع بيت الله بخدمات جليلة لعمار بيته الطاهر، وتسابق في جهاد حثيث في سبيل تربية الناشئة، وإعداد جيل المستقبل، وهذا المسعى الأخير نود أن نسلط عليه الضوء، فندرس مسيرة الشيخ في المجال التربوي، ونستعرض جملة من نشاطاته، تاركين الحديث عن رعاية شؤون طلبته، ومراقبته أحوالهم، وتدبير أمورهم، ومدى علاقتهم بشيخهم إلى مداخلات أخرى إن شاء الله.
أولا: التدريس في دار الشيخ صالح لعلي:
أورد الشيخ حفار أن الشيخ صالح لعلي بدأ «التدريس بداره عام 1308هـ»، الموافق لـ 1890م(2)، بمعنى أن الشيخ فتح داره للتعليم وتربية أبناء المسلمين في عنفوان شبابه -حوالي 20سنة-، وربما كان ذلك بُعَيد زواجه، لينبئنا عن مدى حرقة الشيخ في تبليغ دين الله، وحرصه لتقديم ألوان شتى من صنوف العلم لتلاميذه، بما يُقيم دينَهم، ويُعلي نفوسَهم، ويرُبي وجدانَهم، ويقوِّم لسانَهم، ويَبني عقولهم بكل نافع من نتاج الفكر الإنساني. ورائده في جهاده هذا حياة الأنبياء عليهم السلام في إرشاد أممهم إلى الصلاح والخير، واتباعا لعادة المشايخ في عصره وبلدته الذين يدرِّسون في منازلهم، أو في دور يكرونها خصيصا للتعليم(3)، وتلقب هذه الدور بـ: «تِدَّارْ اَنْوَعْزَامْ»، وهو جمع: «تَدَّارتْ اَنْوَعْزَامْ».
من المتعارف عليه عند التلاميذ أن ينسبوا مثل هذا التعليم إلى أسماء مشايخهم أو مدرسيهم، تقديرا لتفانيهم، واحتراما لصنيعهم؛ لذلك لا نستبعد أن دار الشيخ كانت تسمى: «تَدَّارتْ اَنْوَعْزَامْ نَالشيخ صالح لعلي»، والأمر الذي يركز هذه التسمية عند أفواه الناس كونُ المشايخ لا يكتفون بتدريس الصغار فقط، وإنما يعقدون حلقات تعليمية ودروسا في الوعظ والإرشاد في منازلهم، بغرض توعية المسلمين، وتدريب أنفسهم على توظيف معلوماتهم التي يتلقونها من مشايخهم، واكتساب مهارة الاتصال بالناس والاحتكاك بهم استعدادا لتحمل المسؤوليات مستقبلا، فيكون هذا النشاط العلمي في هذه الدور سبيلا لترسيخ نسبتها للشيخ عند الصغير والكبير.
ومن المؤكد أن الشيخ صالح لعلي كان يدرِّس تلاميذه خارج إطار توقيت المحاضر، التي تكون بين الظهر والعصر(4)، وقد تكون أيضا من السحر إلى صلاة الفجر أو صلاة الضحى(5)، فيبقى لنا التوقيت من طلوع الشمس إلى الزوال هو توقيت تدريس الشيخ صالح لعلي في بيته، ويؤكد ذلك عبارة تلميذه قضي: «وأما وقت الإقراء... في داره مقدار ثلاث ساعات ونصف، بين طلوع الشمس والزوال»(6). لكن مع هذا التوضيح فإن الإشكال لا يزال قائما؛ ذلك لأن الشاب صالح لعلي في الفترة المتقدمة من عمره كان تلميذا للشيخ اطفيش(7)، وملازما لحضور حلقات القطب العلمية في معهده، والذي يدرس فيه من طلوع الشمس إلى غاية الظهر(8)، وهو ما يسمح لنا أن نحتمل أن الشيخ صالح لعلي-قبل وفاة شيخه سنة 1914م- كان يتناوب بين حضور حلقات القطب وبين تدريسه في بيته. ويبقى السؤال مفتوحا، ما هو المؤكد في أوقات تدريس الشيخ في بيته؟
لم نصل بعد إلى جواب شاف في المسألة –على الأقل قبل وفاة القطب- مع أهمية هذه النقطة، لكن الأكيد في الأمر أن الشيخ كان يستقلُّ بعطلة أسبوعية تدوم يومين، الخميس والجمعة، وهو المشهور عند أهل ذلك الزمان، وهو نفس ما صرح به تلميذه وكاتبه الخاص في جواب الشيخ(9).
ومع تصفحي لعدة مصادر لم أهتد إلى المستوى الذي كان يدرسه في بيته، هل كان خاصا بالصغار الأحداث، أم هو خاص بالطلبة الراشدين، أم بهما معا؟ مع أني أرجح أن يكون تعليمه في بيته للتلاميذ الصغار، وذلك للأسباب التالية:
- لم يسم مترجمو حياة الشيخ تعليمه في داره بمعهد.
- تسابق الطلبة للانضمام إلى معهد القطب الذي يستقطب الطلبة من يسجن ومن مزاب وخارج القطر الجزائري.
- تسجيل الشيخ حفار في ترجمته أن الشيخ صالح لعلي بدأ «التدريس بدار التلاميذ في عام 1334هـ [1916م]»(10)، ومن هذا يمكن أن نستنتج أن الشيخ كان يدرس الصغار فقط في بيته، وهو ما اعتمدناه سابقا في تحليل توقيت تدريس الشيخ في بيته للصغار مع افتراض ملازمتهم للدراسة في المحاضر أيضا، ثم شرع في تدريس الطلبة بعد المستوى الابتدائي وهم المسمون بـ: «إِرْوَانْ» في دار خاصة بهم تابعة للمسجد(11).
ثانيا: تأسيس مدرسة تابعة للمسجد:
يذكر لنا الشيخ حفار أن الشيخ صالح لعلي أنشأ مدرسة نظامية تابعة للمسجد في عهد رئاسته لمشيخة عزابة بني يزقن(12)،وهنا تأتي الأسئلة التالية:
- ما هي دواعي تأسيس الشيخ لمدرسة تابعة للمسجد؟
- وما علاقة المدرسة بالمحاضر؟
- وهل من سبب في اختيار تاريخ تأسيسها؟ وكونه بعد تقلُّد الشيخ لمنصب المشيخة؟
هذه الأسئلة وغيرها سنحاول فك بعض مغاليقها فيما يستقبلنا من الحديث.
1- دواعي التأسيس:
من خلال تتبعنا للعمل التربوي في حياة الشيخ صالح لعلي، تبين لنا أن ثمة عوامل مباشرة دفعت الشيخ صالح لعلي لتأسيس مدرسة بقرب من المسجد.
أ) نظام المحاضر:
المحاضر هي أقسام أو كتاتيب تابعة للمسجد، تسييرا وتنظيما، ويتولى العزابة من بينهم تعيين المدرسين الثلاثة «الْفَقْيَانْ» لتحفيظ القرآن للناشئة(13)، وذلك اتِّباعا لسير نظام العزابة في وثيقته التأسيسية(14)، والتزاما ببلوغ شرط حد التواتر في نقل رسم القرآن ونطقه إلى التلاميذ.
لكن ما يعاب على نظام المحاضر –بمقاييس الإدارة التعليمية المعاصرة- أنها غير منتظمة في التحاق التلاميذ بها صيفا أو شتاء، ويسجل عليها أنها تجمع عدة مستويات مختلفة داخل قاعة واحدة مع تباين في السن وكثرة العدد، كما أنها تركز على الحفظ كثيرا، وتتجنب استعمال وسائل التدريس المتاحة آنذاك، فعوضًا عن السبورة مثلا فإن التلاميذ يتعلمون الخط على كومتين من الرمل، يتم نشرهما وتسويتهما ويستدير التلاميذ حول إحداهما، ويَرسم عليها الأستاذ الأحرف الهجائية، ثم يكرر التلاميذ كتابتها على كومة رمل أخرى(15)، ومن هنا ندرك أن المحضرة نظام تعليمي مقيد، خاضع لعدة اعتبارات، وعلى عدم استحداث أي تطور في المجال التربوي؛ سواء أكان في البرامج، أم في الوسائل، أم في البيداغوجية، فكل هذا مرفوض رفضا مطلقا آنذاك، وهو ما جعل الشيخ صالح لعلي يعيش تحت ضغط نفسي، جراء خبرته التعليمية التي تزيد عن ثلاثين سنة (منذ تدريسه في داره، وتاريخ فتح المدرسة، من 1308 إلى 1346هـ(16))، واستفادته من أنظمة المدارس والحلقات التعليمية التي زارها في تونس ومصر والحجاز(17)، فما الحل؟ وكيف المخرج والمحاضر مؤسسات لا يحق تعديلها عند بعض أعضاء الحلقة آنذاك؟
ب) المدارس الفرنسية:
تأثر الشيخ صالح لعلي كثيرا بتدريس أبناء بلدته في المدارس الرسمية الفرنسية، ولاسيما بعد صدور القانون الفرنسي في 18 أكتوبر 1892م، القاضي في بنده 55 بعدم قبول التلاميذ في المحاضر في أوقات المدرسة الفرنسية(18). ففرنسا كانت تضغط على الجزائريين لتعليم أبنائهم في مدارسها، وهذا يعد جريمة عند أمثال الشيخ صالح لعلي الرافض لتعليم أبناء المسلمين عند مخالفي مذهبه الإباضي(19)، فكيف الأمر بتعليمهم عند غير المسلمين، لا بد أن هذا يتعارض مع طبيعة تفكير الشيخ، فلا بد من بديل ينافس هذه المدارس.
فهذان العاملان نراهما أساسيين في حث الشيخ لعلي لفتح تعليم بالقرب من المسجد. فمتى تم ذلك؟
2- تاريخ التأسيس:
ورد في قصاصة صغيرة بها بعض التواريخ أن «المدرسة الجابرية أنشأها الشيخ الحاج صالح لعلي في عام 1927»(20)، فإذا غضضنا الطرف عن اسم المدرسة(21) واكتفينا بالحديث عن تاريخها، فإن مدرسة الشيخ صالح لعلي تأسست في 1927م، (الموافق لـ 1346هـ)، وهذا باتفاق كثير من المشايخ وعدد من المراجع(22). والحدث البارز والمتزامن مع هذا التاريخ هو عودة الشيخ محمد بن يوسف ببانو من تونس ومن الزيتونة استجابة لطلب والده المقتنع برأي الشيخ صالح لعلي المعارض للتعليم عند غير الإباضيين، فرجع سنة 1923م بعدما قضى فيها أربع سنوات ناهلا من علم غزير لعلماء أجلاء، ومحتكا بطلبة من مختلف الأصقاع، ومتحملا عناء الغربة لأجل العلم(23)، ولكن رغبة الشاب ببانو محمد حمله على ضرورة استظهار كلام الله العزيز، فتوجه إلى القرارة سنة 1925م ودرس في مدرسة الشيخ عمر بن مسعود ابن عمر حتى استظهر كلام الله سنة 1927م(24)، وهذه المدرسة يعتز بها الشيخ صالح لعلي كثيرا، وله مع شيخها اتصالات دائمة وعمل مشترك بينهما(25)؛ ولذلك زاد تعلق الشيخ صالح لعلي بتلميذه الشيخ ببانو، واطمأن إلى اتجاهه الفكري.
فالشيخ صالح لعلي وهو يتابع حركية هذا الشاب اليافع لقيه على غير نمط أهل زمانه، فهو قد تعلم في تونس، ثم تركها واستجاب لرأيه المعارض -ولو بإلحاح من والده-، ثم تجشم الغربة مرة أخرى لأجل القرآن إلى القرارة، وتم له ذلك بعد أن غامر أمام فرنسا لأداء الخدمة العسكرية(26)؛ وبالتالي فإن اختيار الشيخ صالح لعلي لتلميذه الشيخ ببانو كان بتوفيق من رب العالمين وهداية منه، فكم انتظر الشيخ صالح لعلي ليسند الأمر لخلَف أمين، وكم حلم بنشيط معين، ولاسيما وأن الشيخ صالح لعلي كانت لديه من الصلاحيات التي تخوله أن يفتح دارا للتعليم بجانب المسجد ويربطها بالمحاضر، ودون أن يمس بنظام المحاضر، فهو رئيس مشيخة البلدة، والتي قال عنها الشيخ حفار: «رئيس المسجد، فهو ولي النقض والإبرام، والصدر المقدم في الكلام، فالمبدأ منه والمرجع إليه، وإن كان شاركه في المشورة سائر أعضاء المجلس الشرعي، من باب: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الاَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ} [آل عمران: 159]»(27)، وهذا ما يفسر اختيار الشيخ صالح لعلي لهذا التاريخ، وتأخير تأسيس مدرسته عن تاريخ تقلد المشيخة لمدة عشر سنوات (1336 -1346هـ /1918- 1928م)، حتى كتب الله أمره، وهيأ أسبابه ورجاله، فوجد من يتحمل المسؤولية، وكان فتحا مبينا ليسجن، وتوفيقا من الله لعبده الأواب، لكن ما لبث المشروع الفتي يبرز إلى الوجود سنة أو أقل حتى فارق الشيخ صالح لعلي الحياة إلى ربه(28)، وقد أودع لقرة عينه يسجن الغراء خيرة شبابها آنذاك. فرحمكما الله وغفر ذنوبكما، وجمعنا وإياكما مع النبيئين والشهداء والصالحين في الفردوس الأعلى.
3- وصف المدرسة:
أ) المدرسة في عهد الشيخ صالح لعلي:
اشترى الشيخ صالح لعلي دارا للسكن بقرب المحضرتين المتقاربتين والتابعتين للمسجد، وهذه الدار تقع في الجهة السفلية للمحضرتين (المعهد الجابري بنات حاليا)، وتتكون من طابقين(29)؛ الطابق الأرضي يمثل حاليا قاعتي رقم 8، و9 للمعهد الجابري، أما الطابق الأول فهو في مكان مكتبة المعهد وقاعة رقم 6، وجزء من قاعة رقم 5، وينتهي هذا الطابق بممر رابط بين هذه الدار والبهو المتوسط بين المحضرتين، حتى يتمكن التلاميذ من مواصلة دراستهم في المدرسة (الدار الجديدة) عند خروجهم من المحاضر، من بعد صلاة العصر(30)، وربما أيضا من بعد صلاة الفجر أو طلوع الشمس(31).
من خلال هذا الرابط البسيط استطاع الشيخ صالح لعلي أن يحل عدة إشكالات كانت جد معقدة ومستعصية آنذاك، ويقدم حلولا إيجابية بسلاسة وحكمة، ويغلق باب معارضة مشروعه من أي جهة كانت، ويمكن لنا أن نعدد بعضا من المحاسن التي اهتدى إليها، وبتوفيق من الله، وهي:
- تقديم دروس لتلاميذ المحاضر، وعدم الاكتفاء بحفظ القرآن فقط.
- عدم تضييع الوقت أثناء انتقال التلاميذ.
- إعطاء الشرعية لمدرسته، فهي متصلة بالمحاضر، وستعتبر جزءًا من النظام العرفي؛ لذلك لا يحق لولي أن يستنكف عن تدريس أبنائه الدروس بعد أن أحضرهم إلى المحاضر.
- الانتقال من نظام عريق إلى نظام مستحدث عبر طريق رابط بينهما، مما يغرس في الذهن عقلية التغيير.
- فسح المجال للطاقات الفاعلة من الأساتذة –ولو من غير أعضاء الحلقة- في الدار الجديدة من الاجتهاد في تطوير التعليم، وتحسين الأداء التربوي في حرية تامة.
- الإبقاء على نظام المحاضر كما هو عليه، سيرا مع عقلية من لا يتحرك خشية المخاطر، واحتراما لرأي من لا يتكيف مع عصره خوفا من الجديد.
- استغناؤه عن الحصول على رخصة من السلطات الفرنسية استنادا إلى القانون الفرنسي الصادر في 8 مارس 1938م، القاضي بعدم فتح مدرسة حرة إلا برخصة وشروط، فالانضواء تحت المسجد كفيل بهذا(32).
وكان الطلبة في هذه الدار يجلسون حلقات علمية حسب مستوياتهم، كل حلقة تستقل بشيخها أو مدرسها، على خلاف المحاضر التي تجمع المستويات المتعددة في مجموعة واحدة، وبتأطير شيخ واحد، وكان الشيخ صالح لعلي يطمح في أن يبلغ بمستويات مدرسته إلى عشرة أقسام، ويدرِّس فيها عشرة أساتذة(33).
لكن لا ندري بالضبط كم كان عدد المعلمين والحلقات عند تأسيس المدرسة؟
وكم هو عددهم بعد سنة من سير المدرسة، والتي تمثِّل سنة وفاة مؤسسها الشيخ صالح لعلي 1928م رحمه الله؟
ولا نعلم أيضا جنود الخفاء الذين آزروه في جهاده هذا؟ ومن هم المحسنون؟
نحن نجهل كل هذا حاليا، لكن الله محصيهم وعارف سرائرهم، تقبل الله منهم أجمعين.
وأما عن المواد والمقررات وعدد التلاميذ فنترك كاتب الشيخ صالح لعلي وتلميذه قضي بكير يقرر لنا معلومات عن التدريس بعد أن أملاها عليه شيخه في سنة 1925م(34):
«أما الفنون: فالعلوم الشرعية، من التفسير، والتجويد، والرسم، والحديث، والمصطلح، وعلم الكلام، والفقه، والفرائض، والتصوف، وأصول الفقه، والنحو، والتصريف، والبيان، والسِّـيَر، والتاريخ، وفي العروض، والمنطق، فجميع هذه الفنون قد أقرأ فيها.
أما الكتب المتداولة للتدريس فهي:
[التفسير]: تفسيره للقرآن المسمى بالقول الوجيز، وتفسير التيسير، والهميان، وتفسير البيضاوي.
[الفقه]: الإيضاح، والوضع، والقواعد، والنيل، والقناطر.
[العقيدة]: تبيين أفعال العباد، ومسند الربيع، والمدونة الغانمية، وكتاب الدلائل.
[اللغة]: المغني، والأشموني، وابن عقيل، والشامية، وشرح القطر، والآجرومية وشرحها».
ثم عرض الكاتب نموذجا للمواد المدرَّسة في السنة الواحدة، وهي سنة كتابة التقرير 1925م: «وفي هذا العام يقرئ في التفسير، والحديث، وعلم الكلام، والفقه، والتصوف، والنحو، والتصريف».
أما عدد الطلبة الدارسين في المدرسة فيقرر الكاتب أنهم:
- من عشرين (20) إلى خمسين (50) يسجنيون.
- القراريون، والعطفاويون، والمليكيون، وغيرهم يكثرون ويقلون بحسب السفر والقدوم والاشتغال والفراغ، وكذا المستمعون.
ومن الطريف في الموضوع أن الشيخ رحمه الله بنى مرحاضا بجانب المدرسة للتلاميذ(35)، حتى يستطيع محاسبتهم على النظافة، ومتابعتهم في كل حركاتهم.
ويبقى لنا إشكال في مسمى هذه المدرسة، ولماذا لم تنسب إلى مؤسسها الشيخ صالح لعلي، وهل طرأ عليها تغييرات بعد وفاة الشيخ؟ هذا ما سنحاول بيانه قدر المستطاع.
ب) مسيرة المدرسة بعد الشيخ صالح لعلي:
واصلت المدرسة مسيرتها بعد وفاة مؤسسها الشيخ صالح لعلي، ويذكر الشيخ حفار أن عدد المستويات بلغ سبعة أقسام سنة 1358هـ(36) (1940م)، أما في سنة 1364هـ الموافق لـ1945م فإن هيئة التدريس بهذه المدرسة حددت شروط التدريس وعدد المستويات في منشور خاص بالمدرسة(37)، جاء فيه أن:
«سني التعليم في المدرسة سبع سنوات، يتقلد التلميذ في أثنائها بين أقسام أربعة، ولا يدخلها إلا بعد بلوغه سبع سنوات، ويخرج منها في الرابعة عشرة، [تعداد الأقسام تنازلي].
1- يمكث التلميذ في القسم الرابع سنة واحدة.
2- ويمكث في القسم الثالث سنتين.
3- ويمكث في القسم الثاني سنتين.
4- ويمكث في القسم الأول سنتين.
والمجموع سبع سنوات..
وتحديد المواد التي تقرأ فيها:
1- القرآن الشريف في جميع أقسامها الأربعة إلى أن يحفظه التلميذ عن ظهر قلب.
2- يزاول في القسم الرابع التدريب على قراءة القرآن، ومعرفة الحروف الهجائية، وحفظها وكتابتها.
3- يزاول في سنتي القسم الثالث التدريب على الكتابة والقراءة مع محفوظات أدبية.
4- يزاول في سنتي القسم الثاني أربعة فنون: 1) التوحيد والفقه، 2) النحو، 3) التاريخ، 4) الحساب، مع بعض المحفوظات لائقة بمقامهم.
5- يزاول في سنة القسم الأول خمسة فنون: 1) الإنشاء، 2) التجويد، 3) التصريف، 4) البلاغة، 5) الحساب مع شيء من المحفوظات.
أما الأساتذة الذين تعاقبوا على التدريس بهذه المدرسة منذ تأسيسها، والذين لا يشترط فيهم كونُهم من العزابة، فنذكر منهم:
الشيخ محمد بن يوسف ببانو، وعمر بن بكير شريفي، والشيخ عمر بن يوسف عبد الرحمن، وحاجي بن محمد شريف، عيسى بن إبراهيم الشقمة، ومحمد بن بانوح نوح مفنون، ويحيى بن سليمان ابن ادريسو، ومحمد بن أيوب صدقي، وداود بن عمر عبد الرحمن، ومحمد بحيو(38).
واستمرت المدرسة في عطائها لأزيد من عشر سنوات، إلى أن طرأ ما لم يكن في الحسبان، إذ انفصل الشيخ محمد بن يوسف ببانو عن التدريس في المحضرة، وانقطع عن حلقة العزابة سنة 1940(39)، وهو الذي اعتبرناه سابقا ركيزة هذا المشروع، وأستاذا محوريا طالما انتظره الشيخ صالح لعلي ليؤسس مدرسته، وأكيد أن خروجه من المحضرة وحلقة العزابة سيليه خروجٌ من هذه المدرسة باعتبارها تابعةً للمسجد.
ولقد تزامن خروج الشيخ ببانو مع ظهور تسمية جديدة لهذه المدرسة، وهي «مدرسة الرشاد»(40)، ولا نستبعد أن التسمية الجديدة كانت عقب خروج الشيخ ببانو من المدرسة، وهنا يطرح السؤال التالي:
- لماذا لم تظهر التسمية قبل خروج الشيخ ببانو؟
- ولماذا لم تشتهر المدرسة بنسبتها إلى الشيخ صالح لعلي في حياته؟
يبدو لي أن الشيخ صالح لعلي هو من رغب في عدم وضع اسم خاص للمدرسة حتى يؤكد نسبتها إلى المسجد، وهو ما فقهه الشيخ ببانو بعده، ولكن بمجرد خروج هذا الأخير من المدرسة وُضع لها اسم خاص، فإذا صح هذا، فإن في الأمر مقصدًا وحكمة، ذلك أن الشيخ صالح لعلي والشيخ ببانو كانا يأملان في إصلاح التعليم مع التأكيد على نسبته إلى المسجد لتفادي كثرة دور التعليم في بني يزقن، ويؤكد هذا أن الشيخ ببانو بمجرد عودته إلى حلقة العزابة سنة 1946م(41) اجتهد بقوة وحزم في توحيد التعليم؛ بداية من مشروعه التربوي الخاص في بيته وفي البيوت التي كان يكريها(42)، ثم المدرسة التابعة للمسجد والتي اصطلح عليها بمدرسة الرشاد(43)، وكذا المحاضر الثلاثة، فهذه الجهود التعليمية وغيرها من الأقسام التعليمة للمشايخ في دورهم، ضمَّها الشيخ ببانو كلَّها تحت مظلة واحدة تسمى «الجابرية» وتابعة للمسجد، فيكون على هذا التحليل أن تاريخ تأسيس المدرسة الجابرية هو تاريخ عودة الشيخ ببانو إلى العزابة سنة 1946م(44)، معتمدا في ذلك على استراتيجية الشيخ صالح لعلي في تطوير التعليم و إلحاقه بالمسجد(45).
ثم وفق الله الشيخ ببانو في جهوده لتوحيد بقية المدارس في البلدة إلى مشروع التعليم المسجدي «الجابرية»، فتم توقيع قرار التوحيد مع مدرسة العرفان يوم الاثنين 23 نوفمبر 1959م (46).
ونختم حديثنا بأن الشيخ صالح لعلي وإن لم تذكره الألسن والأقلام في جهاده التربوي والاجتماعي، ولم تهتد الأجيال إلى بديع عمله، إلا أن بصماته وأفكاره لا تزال حاضرة معنا بالفعل في حياتنا اليومية، تصنع لنا واقعنا، وتضيء لنا مسلكنا، ولاسيما وأن الشيخ جابه موجا وإعصارا، وتحدى دولة عتية، لكن الله ناصر عبده، وهازم عدوه، ووعده الحق، وقوله الحق.
{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت: 69]
المصادر والمراجع
أ- المصادر المخطوطة:
1. ببانو محمد بن يوسف: [وثيقة فيها ترجمة والدة الشيخ صالح لعلي وبعض تواريخ الجابرية]، في حوزة مكتبة الشيخ محمد بن يوسف ببانو.
2. حفار إبراهيم، [ترجمة الشيخ لعلي]، حررت بتاريخ 14 جانفي 1963، ونسخة ثانية ضمن كراس، وفيها إضافات، توجدان بحوزة مكتبة الشيخ صالح لعلي.
3. صالح لعلي: [ترجمة عن حياته]، أملاها على تلميذه قضي بكير بن إبراهيم بتاريخ 12 سبتمبر 1925، في حوزة مكتبة الشيخ صالح لعلي.
ب- المراجع المطبوعة:
4. بسخواض نصيرة: الشيخ محمد بن يوسف ببانو: حياته وآثاره، ودوره التربوي والدعوي، (1313هـ- 1409هـ/ 1896م- 1988م)، بحث إثبات الكفاءة المنهجية، تقديم وإشراف: ابن ادريسو مصطفى، نشر المدرسة الجابرية، وعشيرة دادي باحمد، (تحت الطبع).
5. بوتردين يحيى: الشيخ محمد بن يوسف اطفيش، ومذهبه في تفسير القرآن الكريم بالمقارنة إلى تفسير أهل السنة، رسالة ماجستير، إشراف: د/ مصطفى الشكعة، 1989، (مصفف).
6. الجعبيري فرحات: نظام العزابة عند الإباضية الوهبية في جربة، تونس، 1975.
7. الحاج سعيد يوسف: المسجد العتيق لبلدة بني يزقن (مزاب)، المطبعة العربية، 2009.
8. الحاج موسى لطيفة: المدارس الحرة في بني يزقن: من 1900 إلى 2005، بحث إثبات الكفاءة المنهجية، إشراف: ابن ادريسو مصطفى، نوقش سنة 2005، (مصفف).
9. شريفي سعيد: معهد الحياة، نشأته وتطوره: تقديم: د/ محمد صالح ناصر، جمعية التراث، القرارة، 2009، ط2.
10. لجنة البحث العلمي في جمعية التراث: معجم أعلام الإباضية. (القرص المدمج).
11. وينتن مصطفى: آراء الشيخ امحمد بن يوسف اطفيش العقدية، (1238- 1332هـ/ 1821- 1914م)، جمعية التراث القرارة، 1996.
ج- المقابلات:
12. باحيو محمد (أبصير): بتاريخ 18 ديسمبر 2010.
13. بوشلاغم إسماعيل، بتاريخ: 18 ديسمبر 2010.
--------------------
الهوامش
(1) عالم من علماء مزاب، وهو تلميذ الشيخ امحمد بن يوسف اطفيش، له عدة تآليف، منها: تفسير كلام الله العزيز، وخلاصة المراقي، والبراهين القاصفة.
(2) حفار إبراهيم، [ترجمة الشيخ لعلي]، (مخطوط)، ص 96؛ صالح لعلي: [ترجمة عن حياته]، أملاها على تلميذه قضي بكير بن إبراهيم بتاريخ 12 سبتمبر 1925، (مخطوط)، ص 186.
(3) انظر مبحث التعليم التابع للمشايخ من بحث الحاج موسى لطيفة: المدارس الحرة في بني يزقن: من 1900 إلى 2005، بحث إثبات الكفاءة المنهجية، إشراف: ابن ادريسو مصطفى، نوقش سنة 2005، (مصفف) ص 20- 25.
(4) وهو التوقيت الدائم للمحاضر، انظر: الحاج موسى لطيفة: المرجع السابق، ص 13.
(5) مقابلة مع الشيخ بوشلاغم إسماعيل، بتاريخ: 18 ديسمبر 2010، أكد لي أن التدريس في المحاضر الأصل فيه بين الظهر والعصر، ولم يستبعد التدريس في هذه المحاضر فجرا نظرا لوجود قنديل وسط المحضرة، وبرجوعي إلى كتاب الشيخ الجعبيري وجدت أنه ذكر من الأوقات المعينة للدروس الصباحية تكون من صلاة الصبح إلى صلاة الضحى. انظر: الجعبيري فرحات: نظام العزابة عند الإباضية الوهبية في جربة، تونس، 1975، ص 132. لكن هذا التوقيت لم يعد ساري المفعول في المحاضر للتلاميذ الصغار في الثلاثينيات من القرن العشرين. انظر: صدقي: السيرة تجسيد للسلوك المثالي: 73 (نقلا عن الحاج موسى لطيفة: المدارس الحرة في بني يزقن، ص 13). لكننا لا نستبعد التعلم الصباحي لتلاميذ المحاضر في عهد الشيخ لعلي، نظرا لما يأتي لاحقا.
(6) الشيخ صالح لعلي: [ترجمة عن حياته]، ص 185.
(7) المصدر نفسه.
(8) وينتن مصطفى: آراء الشيخ امحمد بن يوسف اطفيش العقدية، (1238- 1332هـ/ 1821- 1914م)، جمعية التراث القرارة، 1996، ص 55.
(9) الشيخ صالح لعلي: [ترجمة عن حياته]، ص185.
(10) حفار إبراهيم، [ترجمة الشيخ لعلي]، ص 96.
(11) لا يزال البحث في حاجة إلى معلومات حول تدريس الشيخ لعلي في دار التلاميذ.
(12) تقلد الشيخ رئاسة المشيخة في منتصف جمادى الأولى سنة 1336هـ (فيفري 1918)، المصدر نفسه.
(13) باحيو محمد (أبصير): مقابلة شخصية، بتاريخ 18 ديسمبر 2010.
(14) الدرجيني: طبقات المشايخ، 1/ 132- 145، (نقلا عن الجعبيري: نظام العزابة، ص 136).
(15) انظر هذه التفاصيل عند: الحاج موسى: المدارس الحرة في بني يزقن، ص8 وما بعدها.
(16) راجع تاريخ تأسيس المدرسة في العنصر الموالي.
(17) حفار إبراهيم، [ترجمة الشيخ لعلي]، ص 93؛ بوتردين يحيى: الشيخ محمد بن يوسف اطفيش، ومذهبه في تفسير القرآن الكريم بالمقارنة إلى تفسير أهل السنة، رسالة ماجستير، إشراف: د/ مصطفى الشكعة، 1989، (مصفف)، ص 158.
(18) د/ تركي رابح: التعليم القومي والشخصية الجزائرية: 421، (نقلا عن الحاج موسى: المدارس الحرة في بني يزقن: 14).
(19) حمل الشيخ مهمة إقناع بعض أولياء الطلبة لإرجاع أبنائهم من تونس. انظر: بسخواض نصيرة: الشيخ محمد بن يوسف ببانو: حياته وآثاره، ودوره التربوي والدعوي، (1313هـ- 1409هـ/ 1896م- 1988م)، تقديم وإشراف: ابن ادريسو مصطفى، نشر المدرسة الجابرية، وعشيرة دادي باحمد، (تحت الطبع)، ص19.
(20) ببانو محمد بن يوسف: [وثيقة فيها ترجمة والدة الشيخ صالح لعلي وبعض تواريخ الجابرية]، (مخطوط)، في حوزة مكتبة الشيخ محمد بن يوسف ببانو).
(21) سنعود إليه لاحقا.
(22) مقابلة مع الشيخ ببانو محمد بن صالح ، والأستاذ بكاي سليمان، (نقلا عن الحاج موسى: المدارس الحرة في بني يزقن، 11، 86)؛ وذكرته لجنة البحث العلمي في جمعية التراث: معجم أعلام الإباضية، ترجمة 506، (القرص المدمج)؛ وكذلك الحاج سعيد يوسف: المسجد العتيق لبلدة بني يزقن (مزاب)، المطبعة العربية، 2009، ص39.
(23) انظر: بسخواض: الشيخ محمد بن يوسف ببانو: 20.
(24) المرجع السابق.
(25) شريفي سعيد: معهد الحياة، نشأته وتطوره: تقديم: د/ محمد صالح ناصر، جمعية التراث، القرارة، 2009، ط2، ص29.
(26) بسخواض: الشيخ محمد بن يوسف ببانو: 20.
(27) حفار إبراهيم: [ترجمة الشيخ لعلي]، (مخطوط ضمن كراس)، النسخة الثانية، فيها إضافات عن النسخة الأولى التي اعتمدناها سابقا، توجد بحوزة مكتبة الشيخ صالح لعلي.
(28) حفار إبراهيم: المصدر نفسه، ص93.
(29) باحيو محمد: مقابلة شخصية.
(30) بوشلاغم إسماعيل: مقابلة شخصية.
(31) على فرض وجود تعليم صباحي في المحاضر في عهد الشيخ لعلي. ولقد أوردت الحاج موسى من خلال مقابلة مع الشيخ ببانو محمد بن صالح أنه حينما يكثر عدد تلاميذ المحاضر فإن فقهاء المحاضر الثلاثة يعيِّنون مساعدين من قدماء التلاميذ يدرِّسون صباحا. انظر: المدارس الحرة في بني يزقن: 10. أي أن التلاميذ يدرسون في المحضرة من بعد الفجر وإلى طلوع الشمس، ثم يلتحق منهم من يلتحق بالتعليم الفرنسي الرسمي، ويواصل البقية دراستهم في الدار الجديدة، والله أعلم.
(32) د/ تركي رابح: التعليم القومي والشخصية الجزائرية: 170. (نقلا عن الحاج موسى: المدارس الحرة في بني يزقن: 36).
(33) حفار إبراهيم: [ترجمة الشيخ لعلي]، النسخة الثانية.
(34) الشيخ صالح لعلي: [ترجمة عن حياته]، ص 185.
(35) باحيو محمد: مقابلة شخصية.
(36) حفار إبراهيم: [ترجمة الشيخ لعلي]، النسخة الثانية.
(37) الحاج موسى: المدارس الحرة في بني يزقن: الملحق، وثيقة حول مدرسة الرشاد.
(38) الحاج موسى: المدارس الحرة في بني يزقن: 44.
(39) المدرسة الجابرية القرآنية: فضيلة الشيخ ببانو محمد، 15 أوت 1997م، (نقلا عن الحاج موسى: المدارس الحرة في بني يزقن: 41).
(40) يرى الحاج سعيد يوسف أن التسمية ظهرت في 1940. ينظر: المسجد العتيق، 39. وفي ترجمة الشيخ حفار لشيخه لعلي نسب إلى شيخه إنشاءه لمكتب يسمى «مدرسة الرشاد لتربية النشء وتعليمهم وتأديبهم بمختلف العلوم». انظر: [الشيخ صالح لعلي]، النسخة الثانية.
(41) الحاج سعيد يوسف: حفل تكريم الشيخ محمد بن يوسف ببانو: 16، (نقلا عن الحاج موسى: المدارس الحرة في بني يزقن: 42).
(42) بسخواض: الشيخ ببانو محمد بن يوسف: 26.
(43) في مقابلة مع الشيخ باحيو محمد قال لي: إنه لا يعرف أن مدرسة الشيخ لعلي كانت تسمى بالرشاد. مقابلة شخصية.
(44) الحاج موسى: المدارس الحرة في بني يزقن، 42.
(45) ومن هنا يمكن أن نستنتج أنه كلما تفهمت الهيئة المشرفة على التعليم "العزابة" عقليات الغيورين من أبنائها، وتفاعلت مع العصرنة بإيجابية كسبت الشمل وضمت إليها معظم الفاعلين من أبنائها، وكلما وقعت ضغوط في التسيير، وعدم المرونة في اتخاذ القرارات انعكس ذلك في الواقع بظهور مدارس متعددة مستقلة عن المسجد.
(46) جلسات جمعية التوفيق، الجلسة الثالثة مِن بدء مشروع الوحدة (نقلا عن الحاج موسى: المدارس الحرة ببني يزقن، 83).

اسم الكاتب