التكامل المعرفي ودوره في تمكين التعليم الجامعي
من الإسهام في جهود النهوض الحضاري في العالم الإسلامي

ينظم المعهد العالمي للفكر الإسلامي بالتعاون مع جامعة أبو بكر بلقائد/ تلمسان، الجزائر وجمعية العلماء المسلمين الجزائريين مؤتمر علمي دولي "التكامل المعرفي ودوره في تمكين التعليم الجامعي من الإسهام في جهود النهوض الحضاري في العالم الإسلامي" بالجزائر: 14-16 أبريل عام 2010م.
أولاً فكرة المؤتمر:

تعاني الأمة الإسلامية منذ عدة قرون من ظاهرة التخلف العلمي والحضاري وذلك:
• بالقياس إلى المستوى الذي يريده لها الإسلام من خيرية ووسطية وشهود حضاري؛
• وبالقياس إلى ما حققته كثير من الأمم الأخرى في هذه القرون من قوة مادية وعسكرية، وتقدم اقتصادي، وتطور إداري وتنظيمي، وابتكارات مذهلة في مجالات الصناعة والتقانة؛
• وبالقياس إلى الإمكانيات الهائلة المتحققة لها، من قيم دافعة للنهوض والتحضر، ومصادر هائلة للطاقة والمواد الخام، ومساحات شاسعة من الأرض الطيبة، ومواقع إستراتيجية حساسة، وغير ذلك.
وقد تبدى هذا التخلف في مجال القوة المادية والعسكرية، مما أوقعها تحت السيطرة الاستعمارية، وفي مجال الإنتاج الاقتصادي الزراعي والصناعي، مما جعلها مستوردة مستهلكة لمعظم حاجاتها، وفي المجال الثقافي والعلمي، ما جعلها تابعة مقلدة تعتمد في مناهجها وكتبها الدراسية المدرسية والجامعية على ما تقدمه الأمم الأخرى، وهكذا في سائر المجالات الأخرى.
ومع ذلك فإن هذه الأمة تمتلك إرثاً هائلاً لا تمتلكه أمة أخرى في علوم الدين، وتعدّه مصدر تميزها واعتزازها، وقد أنشأت لهذه العلوم الدينية مؤسسات تعليمية عريقة، في مراحل مبكرة من تاريخها، وحافظت كثيرٌ من هذه المؤسسات على وجودها حتى في قرون التخلف.
إن الخروج من حالة التخلف والغثائية التي لا تزال أمتنا تعاني منها، يستدعي معالجة أسباب هذا التخلف والعوامل التي أدت إلى تكريسه، بالرغم من محاولات عديدة للإصلاح والنهوض، وهي دون شك أسباب عديدة ومتنوعة ومتداخلة. ويبدو أن ثمة شعوراً عميقاً يتزايد كل يوم، ويتمثّل في أن نظم التعليم المدرسي والجامعي السائدة في مجتمعاتنا تتصدر أسباب التخلف والعجز عن النهوض. وذلك أن هذه الأنظمة عجزت حتى الآن عن القيام بمهماتها الأساسية في بناء شخصية الإنسان المسلم المنتمي لأمته، والحريص على نهوضها، والقادر على العطاء والإبداع من أجل رفع شأنها، والمتمسك بحقه بجرأة وكرامة، والقائم بواجباته بكفاءة وإخلاص.
ولعل من أهم ما تحتاج إليه نظم التعليم في بلادنا، تحقيق مبدأ التكامل المعرفي، فما الذي يعنيه التكامل المعرفي في برامج التعليم ومناهجه ومواده الدراسية، وما موقع التكامل المعرفي في فلسفة التعليم وسياساته؟
وقد جاءت فكرة التكامل المعرفي في التعليم الجامعي في البلاد الإسلامية مقابل ازدواجية التعليم؛ أي وجود نظامين من التعليم، أحدهما تعليم ديني "تقليدي"، "أصيل"، يهتم بتعليم مبادئ الدين وأحكامه وشعائره، والآخر نظام مدني يهتم بتعليم العلوم الاجتماعية والطبيعية والتطبيقية، في غياب الرؤية الإسلامية التوحيدية. فكيف تطور هذا النظام الثنائي؟ ومتى بدأ؟ وما العوامل التي أسهمت في بقائه وتكريسه؟
لقد ارتبط مفهوم التكامل المعرفي بإمكانية بناء نظام تعليمي جامعي موحد يؤكد المعرفة الدينية والمدنية، وبالحاجة إلى حضور الرؤية الكونية التي يقدمها الإسلام في فهم العلوم الاجتماعية والطبيعية بصورة متناغمة ومنسجمة، ليس فيها تضاد ولا تصادم، فهل عُرف مثل هذا النظام التعليمي القائم على التكامل المعرفي في تاريخ التعليم في العالم الإسلامي بخاصة، وفي العالم بعامة؟ وكيف نشأ هذا النظام؟ وكيف كانت بنيته وسياساته؟ ولماذا تضاءل واختفى؟
وإذا كان نظام التعليم المدرسي والجامعي السائد في العالم الإسلامي اليوم في ظل ازدواجية التعليم الديني والمدني، يقوم على أسس عقلانية وتنظيمية تؤكد ضرورة التخصص، بسبب اتساع حجم المعرفة، وتؤكد ضرورة بناء المعارف والمهارات التي يتطلبها سوق العمل، فأين يكمن الخطر والخطأ في هذا النظام؟ وما انعكاساته على شخصية الإنسان المسلم المعاصر؟
لقد نبهت جهود المصلحين في العالم الإسلامي خلال القرنين التاسع عشر والعشرين الماضيين إلى أن خروج المجتمع من حالة التخلف يقتضي تطوير نظام التعليم الديني التقليدي؛ لأنه لم يَعُدْ قادراً على إعداد الأجيال للتعامل مع واقع العالم المعاصر ومستحدثاته وقضاياه، فما التطوير الذي جرى على مؤسسات التعليم التقليدي؟ والى أي مدى كان مفهوم التكامل حاضراً واضحاً في جهود التطوير؟ وما المؤسسات التعليمية التقليدية التي طالها التطوير؟ وماذا كانت نتيجته؟
وقد أصبحت الدعوة إلى التعليم في العالم الإسلامي في الربع الأخير من القرن العشرين أكثر ظهوراً، ورافق ذلك إنشاء مؤسسات تعليمية جامعية تدرك أهمية التكامل المعرفي، فما المؤسسات التي أنشئت لهذا الغرض؟ وكيف سعت برامجها إلى تحقيق ذلك التكامل؟ وما المعوقات والصعوبات التي واجهت هذه الجهود؟
وتنوعت التجارب والخبرات ذات العلاقة بفكرة التكامل المعرفي في التعليم الجامعي؛ فكان منها ما اقتصر على تزويد الطالب الجامعي بمادة دراسية واحدة، أو عدد قليل من المواد الدينية الثقافية أو المتخصصة، ما بين مواد إلزامية واختيارية؛ وكان منها ما أباح للطالب تخصصاً فرعياً في العلوم الدينية، إلى جانب التخصص الرئيسي في العلوم الاجتماعية أو الطبيعية أو التطبيقية؛ وكان منها ما حاول تضمين الرؤية الكونية الإسلامية، في بعض المواد الدراسية في تخصصات العلوم الاجتماعية والطبيعية والتطبيقية، مع التركيز على الأخلاقيات ذات العلاقة بهذه العلوم أو المهن العلمية التي تقوم عليها، وغير ذلك من النماذج والمحاولات، وكلها جهود تستحق النظر والتقويم. فما المسارات التي سلكتها جهود التكامل العرفي؟ وما النماذج التي يمكن أن تعبّر عنها؟ وكيف يمكن توفيرها للراغبين من الاستفادة منها وتطويرها؟
وهكذا فإن هذا المؤتمر يحاول الإجابة عن التساؤلات الواردة أعلاه، ومن ثَمَّ يؤكد على إنشاء العلاقة بين واقع التخلف المعاصر الإسلامية، ودور التعليم الجامعي في تكريس هذا الواقع، وسبل إصلاح هذا التعليم للخروج من ذلك الواقع، وموقع التكامل المعرفي في النهوض بالتعليم الخارجي لتمكينه من أداء مهمته في تطوير الشخصية الإسلامية القادرة على تحقق النهوض الحضاري.
ثانياً: أهداف المؤتمر
1. بيان مفهوم التكامل المعرفي وعلاقته بالمفاهيم الإصلاحية المختلفة، بما في ذلك التأصيل، والأسلمة، وإعمال المنظور الحضاري الإسلامي، والرؤية الكلية، والنظام المعرفي وغيرها من المفاهيم.
2. توضيح أسس التكامل المعرفي وصلته بمبدأ التوحيد في الإسلام، وما يرتبط به من وحدة المعرفة وتكامل مصادرها وأدواتها ووظائفها.
3. تحليل الخبرات والتجارب التي حاولت تطبيق مفهوم التكامل المعرفي، وبيان ما رافقها من نجاحات وإخفاقات، والعوامل التي أسهمت في النجاح أو أعاقته.
4. بناء تصور عام لنظام تعليمي جامعي يطبق فكرة التكامل المعرفي وتحديد الآليات التي يمكن لهذا النظام أن يسهم في صياغة الشخصية الإسلامية للطالب الجامعي القادر على تحقيق النهوض الحضاري للأمة.
ثالثاً: محاور المؤتمر
المحور الأول: مشكلة الثنائية في النظام التعليمي الجامعي (الديني والمدني) في البلاد الإسلامية.
1. نشأة ثنائية التعليم الديني/المدني، وفلسفته، ومبرراته.
2. مدى إسهام ثنائية التعليم الديني/المدني في جامعات العالم الإسلامي في التأثير على وضوح الرؤية الكونية التوحيدية، وعلاقة ذلك بتوازن شخصية الإنسان المسلم، وبقدرته على الإسهام في النهوض الحضاري للأمة.
3. رصد الأدبيات التي تناولت ثنائية التعليم الديني/المدني، والجهود التي بذلتها الشخصيات والحركات، والمؤسسات الإصلاحية في العالم الإسلامي للتنبيه إلى أخطار هذا النظام التعليمي وضرورة إلغائه.
المحور الثاني: التكامل المعرفي بوصفه إطاراً فلسفياً لمناهج التعليم الجامعي:
1. الأبعاد النظرية والتطبيقية لمفهوم التكامل المعرفي الذي يُعنى بتفعيل الرؤية الإسلامية في مجالات العلوم كلها.
2. تجارب التكامل المعرفي في أنظمة التعليم الجامعي خارج بلدان العالم الإسلامي (نماذج من رؤى دينية: يهودية ونصرانية)
3. مناقشة قضية تاريخ العلوم الإسلامية من منظور معرفي تاريخي يستوحي الدلالات المنهجية المهمة في مسيرة تدريس تلك العلوم؛ سواء في مجالات العلوم الاجتماعية أو الطبيعية أو الدينية.
4. تحليل وتقويم تجارب إصلاح الجامعات في مجال الحد من مشكلات الازدواجية التعليمية أو الثنائية في نظم التعليم الجامعي.
5. تحليل وتقويم جهود التأصيل المعرفي وإسلامية المعرفة بالجامعات؛ في مجالات العلوم الطبيعية والاجتماعية والشرعية.
المحور الثالث: تصميم المناهج وتخطيط البرامج الدراسية بالجامعات من منظور فلسفة التكامل المعرفي:
1. فلسفة تخطيط البرامج الدراسية بالجامعات (في المجالات العلمية المختلفة) من منظور التكامل المعرفي، بحيث تشمل المعالجة تقويماً للأدبيات التربوية والتعليمية وبعض التجارب المعاصرة في هذا الصدد (بغرض الإسهام في تطوير النظرية التربوية الإسلامية وتطبيقاتها في التعليم الجامعي).
2. تحليل وتقويم وتطوير السياسات التعليمية التي تعين على ترجمة التكامل المعرفي في مضمون المادة التعليمية.
3. تقويم نماذج من كتب منهجية ومرجعية (في المجالات العلمية المختلفة) طورت أو تم تبنيها في إطار الجامعات التي عملت على ترجمة التكامل المعرفي في مناهجها الدراسية.
4. تحليل وتقويم نماذج من توصيف مساقات أو مقررات دراسية من منظور فلسفة التكامل المعرفي (يشمل: تحليل، وتقويم مفردات المساق، والمراجع المثبتة في نهايته، من خلال عينة من الجامعات)، بحيث تنتهي الدراسة إلى توصيف مقترح بديل يرى الباحث أنه الأنسب لترجمة فكرة التكامل المعرفي.
المحور الرابع: الثقافة العلمية والتقاليد الإدارية الضرورية لتحقيق التكامل المعرفي في التعليم الجامعي:
1. قضية تأهيل الأستاذ الجامعي وتدريبه وتعزيز الشروط الثقافية والنفسية والعلمية التي تمكنه من الوعي بقضية التكامل المعرفي في كافة أوجه النشاط الذي يمارسه من خلال اضطلاعه بمهمة التعليم الجامعي.
2. تحليل تقاليد التدريس والتحكيم العلمي السائدة في الجامعات التي حاولت تحقيق التكامل المعرفي، وتقويم أثرها في دفع عجلة التكامل المعرفي. فعلى سبيل المثال: إلى أي مدى تسهم تقاليد التدريس بالتلقين الخالي من الحوار المتكافئ بين الأستاذ والطالب، وثقافة العلاقة القمعية التسلطية القائمة بينهما، وأنماط تقويم التحصيل العلمي والتربوي السائدة في الجامعات، ومعايير التحكيم العلمي التي ترسم خطاً واحداً لمنهجية العلم، في تكريس الجمود العلمي وإحباط محاولات الإبداع والاجتهاد اللذين يستهدفها مشروع التكامل المعرفي؟
3. دور النشاط العلمي والثقافي المكمل للمنهج الدراسي بالجامعات في ترسيخ مفاهيم التكامل المعرفي.
4. قضية التزويد العلمي للمكتبات بحيث ترفد مشروع التكامل المعرفي وتوفر له المصادر والمراجع التي يحتاجها الإنتاج العلمي، وكيفية تزويد مكتبات الجامعات بعيداً عن تقاليد الانتقاء العشوائي والتزويد الملتزم بنظرة أحادية للمعرفة.
رابعاً: مواصفات البحوث المطلوبة للمؤتمر:
1. يتصف البحث بما هو متعارف عليه من التحديد الدقيق للموضوع والأصالة العلمية والمنهجية الواضحة والتوثيق الكامل للمراجع والمصادر في مواقعها في صلب البحث، وليس على شكل قائمة ببليوغرافية.
2. يتضمن البحث تحليلاً ناقداً وتقويماً أميناً للحالة الراهنة لموضوع البحث ويستوعب المصادر المتنوعة بما في ذلك الدوريات العلمية والأطروحات الجامعية والكتب المنهجية وبحوث المؤتمرات والندوات العلمية.
3. يضع الباحث مقدمة للبحث تتضمن الهدف المحدد من بحثه وعلاقته بمحاور ورقة العمل وموقعه منها، والمنهجية التي سيستخدمها في البحث، وأهمية موضوع البحث. ويضع كذلك خاتمة تحدد الأفكار الجديدة التي استطاع البحث أن يسهم بها ويصوغ أهم نتائج البحث والأسئلة التي أثارها وتحتاج إلى مزيد من البحث والدراسة والتوصيات التي يراها الباحث.
4. يكون حجم البحث حوالي عشرة آلاف كلمة.
5. يرسل ملخص البحث بحيث يتضمن: العنوان، والهدف الأساسي وأهم الأفكار والقضايا التي يتضمنها البحث ونتائجه، وذلك في حدود ألف كلمة في موعد أقصاه 15/ 9 /2009م.
6. يرسل البحث الكامل بواسطة البريد الالكتروني في موعد لا يتجاوز 15/1/2010م.
7. يخضع البحث للتحكيم العلمي، ويعلم الباحث بنتيجة التحكيم في موعد أقصاه 15/2/2010م، وقد يطلب إجراءات تعديلات على البحث وإعادة إرساله، وتدرج البحوث التي تصل بصورتها النهائية قبل يوم 15/3/2009م في برنامج المؤتمر.
8. تكون جميع المراسلات المتعلقة بالمؤتمر على العنوان الإلكتروني الآتي: islamiyah@iiit.org
اسم الباحث: ................
المؤهل العلمي الأعلى................
سنة الحصول عليه..................والتخصص الدقيق فيه............
طريق الاتصال: الهاتف ........................والفاكس.
والبريد الإلكتروني.........
عنوان البحث .......................
عناصر البحث أو خلاصته في مائتين وخمسين كلمة: .......................
(ترفق أوراق أخرى حسب الحاجة)

المصدر: http://arabic.iiit.org/Default.aspx?tabid=71&articleType=ArticleView&articleId=40

اسم الكاتب