نشأتي
كتاب نشأتي للشيخ أبي اليقظان هو أوَّل سيرة ذاتية ترى النُّور بعد خمسين سنةً من وفاته، ويتميَّز الكتاب بأنَّهُ من تآليفه المتأخرة؛ حيث إنَّهُ فرغ من تأليفه قبل ثلاث سنواتٍ وبضعة أشهر فقط من التحاقه بالرَّفيق الأعلى. ولا يكادُ يخفى ما للسِّيرة الذَّاتية المتأخرَّة من أهميَّة وقيمة تاريخيَّة وحضاريَّة.
إنَّ هذه السيرة تؤرخ لأحداث وآراء هامَّة في تاريخ الحركة الإصلاحية الحديثة وعنها؛ ليس في منطقة مزاب فحسب بل في القطرين الجزائري والتُّونسي أيضًا.
إنَّ أبا اليقظان إبراهيم شخصيَّة دعويَّة وأدبية وتربوية إصلاحية ومحافظة في آنٍ معًا.
ولعل جوانب أخرى من تميُّزه وتفرُّده لم تنكشف بعد، ومن شأن المتعمِّقين في دراسة آثاره المخطوطة والمطبوعة أن يكشفوا الكثير منها بعد سنوات بحول الله.
أسأل الله الكريم أن يرحم جدِّي إبراهيم أبو اليقظان رحمةً واسعةً، فقد كان ضميرًا حيًا بحقٍ ينتشي ويتألم لأيّ أملٍ وألمٍ في مزاب والجزائر والوطنين العربي الإسلامي على حدٍّ سواء، لم يُوغل في المحليّة كما أنَّهُ لم يُهمل رسالته الحضارية العالمية.
المحقق: أبو اليقظان بن الحاج الشيخ أحمد
