الألم في فكر الشيخ أبي اليقظان ومسيرته

د. محمد بن قاسم ناصر بوحجام

 

" الألم نار حامية تصهرُ إرادة الـمرءِ، فإنْ كانت ذهبيَّةً ازْدادَتْ جلاءً وصفاءً وقوّةً ومتانةً، وإِن كانتَ خشبيَّةً رَجعَتْ رمادًا فهَباءً. والحوادثُ تزيد قَوِىَّ الإرادةِ قُوّةً ومضاءً، وضعيفَ الإرادة خَوَرًا وفُتورًا."  " الألم يحرّك العزائم "..  جريدة وادي ميزاب، عدد: 62، (23 ديسمبر 1927م).

عُرِف الشّيخ إبراهيم بن عيسى حمدي أبو اليقظان (1306 – 1393هـ/ 1888 – 1973م)  بجهاده الكبير بالكلمة المسؤولة، والموقف الجرئ،  والمشهد المتميّز ...كما عُرِف بمسيرته الـمليئة بالأشواك والعقبات والـمنغّصات والـمقلقات والـمثبّطّات.. سبّبت له كلّ تلك الـمثبّطات آلاما وأضرارا ومتاعب ومشاكل.. وفي المقابل عُرِف عنه مقابلة كلّ ذلك بالصّبر والجلَد والتّحدّي والثّبات ومواصلة المسيرة..

معظم ما كتبه أبو اليقظان ينطق بالألم ويصطبغ بالألم، ويتحرّك بباعث الألم، وينتج ألـمًا.. خلاصة القول: إنّه يبدع بالألم..  لذا قد يجد القارئ في هذه الدّراسة نوعًا من المبالغة، وربّما استطراداتٍ في معالجة موضوع الألم في فكر أبي اليقظان ومسيرته الجهاديّة؛ وذلك بإيراد عناصر ونصوص وأفكار عامّة لا تخصّ الموضوع (الألم) فقط.. القصد من ذلك زيادة بيان مظاهر الألم في فكر أبي اليقظان ومسيرته وشرحها وتحليلها، بالاستعانة بهذه العناصر التي قد تبدو للمتلقّي استفاضات وتوسّعا خارج المجال..

عرضنا في هذا البحث بعض أقواله وآرائه في الألم، المرشد والموجّه إلى المعالي والمكارم، وعظائم الأمور وجلائل الأعمال، وقدّمنا نظرته إلى الألم؛ محفّزًا على الصّبر والمصابرة والمرابطة، ومُنقذًا من الذّلّ والصّغار والهوان، وملهمًا للإبداع في مجال العمل الهادف المثمر المفيد، وسردنا نماذج من مواقفه وأعماله الميدانيّة.

                                                                               المؤلف: د. محمد بن قاسم ناصر بوحجام