الشيخ عدون وأبناء المعهد
ودورهم في الحركة الوطنية و السياسية
قديما وحديثا
د. صالح بن عبد الله أبو بكر
منذ بداية القرن العشرين، نمت الحركة الوطنية في الجزائر عموما، بتوجيهات المشايخ، والعلماء المصلحين، الذين تأثروا بالحركات الإصلاحية، في المشرق العربي،
وكان من إستراتيجية العلماء في البداية، تشجيع الإقبال على المدارس، الحكومية الفرنسية، لتعلم لغة المستعمر، والخروج من الجهل، و التخلف، وتولي المناصب الإدارية الحساسة، وخاصة القضاء والترجمة، لما لهما من تأثير مباشر على مصالح المجتمع وقيمه، ثم تأسست بعد ذلك المدارس الحرة، للجمعيات الخيرية، ومن أهمها مدارس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، في الشمال، و مدارس الحركة الإصلاحية بالجنوب الجزائري، خصوصا بوادي ميزاب، وعلى قمتها معهد الحياة، الذي أسسه الشيخ بيوض بإلحاح وتوجيه من الشيخ عدون، وكان التعليم العربي الحر، هو العامل المشترك التي يجمع علماء الجزائر، لاستنهاض الهمم ومحاربة البدع والخرافات، والتمسك بالدين الإسلامي الصحيح، مركزين على اللغة العربية، أهم مقوم من مقومات الشخصية الوطنية، فالتعليم هو المنبه الذي تستعيد به الأمة وعيها وحركيتها.