
مذكراتي من جيش التحرير وجبهته إلى الجيش الوطني الشعبي
المقدم في الجيش: سعيد محمد بن صالح
لقد تكفّل والدي رحمه الله بتعليمي وتنشئتي تنشئة صالحة عاملة ومجتهدة؛ وبعد ما اندفعتُ في التعّلّم ومررتُ بأطواره المختلفة، وبعد أن تخرجتُ والحمد لله من الكُليّة العسكرية لهندسة الطيران بتشيكوسلوفاكيا، دخلتُ ميدان التطّبيق والعمل بعد التخرّج، رأيتُ أنّ من الطبيعيّ أن أسرد بعض الأطوار التي عشتها في حياتي الخاصة والعائلية والعمليةّ، لتكون تذكرة لي ولأبنائي ولشباب الأمة من الأجيال الناشئة، ربما وجدوا فيها ما يفُيدهم وهم يتدرّجون في سُلّم الحياة ويتقلبّون بين مراحلها وأطوارها.
فجاءت هذه المذكرة التي تشغل المدة الزمنية من سنة 1947 إلى سنة 2014 والتي تقارب السبعين سنة قضيتها بتوفيق الله بين التعلم والعمل الميداني، وهي مقسمة كما يلي:
المدة التي قضيتها في التعلم بفضل الله تعالى ثم بفضل مجهودات الوالد رحمه الله وحرصه على تعليمي، تمتد من 1947 إلى 1961 أربع عشرة سنة )تعليم مدني غير عسكري).
أمّا المدّة التي قضيتها في التكوين والعمل العسكري فهي تمتد من سنة 1961 إلى سنة 1993 أي حوالي ثلاثة وثلاثين سنة.
يأتي بعدها مرحلة التقاعد -وهو بطلبٍ منّي-، وقد تم في بداية فبراير من سنة 1993، والمدة التي قضيتها في العمل التجاري -بعد التقاعد من الوظيف العسكري- فهي من سنة 1998 إلى سنة 2014 ، أي قرابة ستّ عشرة سنة.
وبعد ستّ عشرة سنة؛ وفي مطلع سنة 2015 بدأت فعليا في التركيز أكثر لأجل إثراء هذه الـمُذكرة التي كنت قد بدأتُ العمل فيها بعد انتقالي إلى التقاعد في جزئه الأول سنة 1993، ثم من سنة 2014 حاولت أن أنظّم بعض الزيارات:
إلى أفراد عائلتي الكبيرة وأصدقائي وزملائي شرقا وغربا،ً شمالا وجنوبا في مختلف نواحي وطني الحبيب الجزائر.
وكذا زيارات منتظمة إلى بعض مقرّات »نقابات الاتحاد العام الطلابي الحر« على مستوى جامعات الوطن، أين ترك وَلدَاي »امحمد« و »عبد الحفيظ« رحمهما الله آثارا إيجابية كبيرة هنالك، حيث كان هذا الأخير )عبد الحفيظ( على الخصوص مسؤولا مُهما بهذه النقابات الطلابّية:
على المستوى المركزي.
وعلى مستوى فروع التنظيم بمختلف الجامعات الجزائرية.
وكانت مكاتب »الاتحاد العام الطلابي الحر« تدعوني كل مرة للحضور والتدخّل في بعض تظاهراتهم، وفق برامجهم السنوية، خاصة عندما يتطلب الأمر حضور التأبينيات السنوية للشهيدين »عبد الحفيظ« و»أمحمد« عبر جميع الجامعات الوطنية تقريبا وفي أوقات مختلفة؛ ذلك ما أخذ مني أوقاتا لابأس بها، وهو ما ربما منعني من إتمام هذه المذكرة في وقت قياسي، فكنت في سباقٍ مستمرّ مع الزمن تلبية لدعوات أبنائي الطلبة في مختلف جامعات الوطن، وقد حاولت بفضل الله وقوته إتمام المذكرة سنة 2018م لكنها تأجلت مرة أخرى والله المستعان، حتى يسرّ الله أسباب إتمامها أخيرا والحمد لله، على أمل أن ينتفع بهذا الكتاب القارئ الجزائري أولا والعربي عموما،ً وأن تُحقق بعض الأهداف التي وضعت لأجلها والله الموفق والهادي لكل خير.
المؤلف: سعيد محمد صالح (قباض)




