الشَّيخ عدُّون معدن التَّجديد والتَّطوير
د. محمد بن قاسم ناصر بوحجام
إنّ الشّيخ عدّون كان يحمل لواء التّجديد والتّطوير والتّغيير، ويرفع شعار المضيّ بالمسيرة نحو الأحسن، ويسير في العمل بالأفضل من الوسائل، ويختار للنّشاط الأنجع من السّبل. يأخذ بأيدي الشّباب، ويشجع المبادرات الهادفة، ويفسح المجال للمحاولات الجادّة، ويفتح قلبه للنّوايا الطّيّبة، ويبعث الثّقة في أبنائه، ويزرع فيهم المودّة والعطف، ويتلقّاهم بروح الأبوّة الرّحيمة الشّفوقة على البنوّة الضّعيفة الوديعة.
دليل ذلك إسهامه الكبير في تأسيس معهد الشّباب ( معهد الحياة ) فقد حصل ذلك نتيجة ملازمته أستاذه الشّيخ بيّوض، ومطالبته بالتّجديد في أساليب التّعليم، بعد أن ضاق ذرعا بالطّرق العقيمة المتّبعة في التّدريس في المعهد الذي كان يتعلّم فيه مع بقيّة زملائه، وبخاصّة وقد آنس من جانب شيخه القدرة على التّطوير، لكنّه كان يتلكّأ لدواع وأسباب، لم تقنع الفتى الطّموح، ولم تكبح رغبة النَّهِم الجموح. فطالبه بكلّ إلحاح، وصل إلى حدّ التّلويح بالانفراد بالمبادرة، التي قد يندم الشّيخ بيّوض بعدها على عدم الاستجابة للمطلب الشّرعي والطّبيعي للطّالب الألمعي والفتى اللّوذعي. فقام الشّيخ فلبّى رغبة تلميذه، فأسّس المعهد في شوّال 1343هـ/ ماي 1925م.