
المخطوط في منطقة وادي ميزاب: قيمته الحضارية و التاريخية من خلال مكتبة "الشيخ الحاج صالح بن عمر لعلي" 1287- 1347هـ/1870-1928م
إن المخطوط وعاء يحمل فكر الأمة، ورؤيتها للكون، وإحساسها به، وقدرتها على التكيف مع ظروف التاريخ المتغيرة، وإن هذا الوعاء -في حد ذاته- ليكشف عن بعض المقومات الحضارية للبيئة التي ينتمي إليها، كما يطلعنا على بعض التفاصيل التاريخية الدقيقة المساعدة في فهم الصيرورة التاريخية للمجتمع في جانبها الثقافي والعلمي، وهو ما يكسب المخطوط كوعاء قيمة حضارية وتاريخية.
إنّ هذه المحاضرة تطمح إلى إبراز القيمة الحضاريّة والتاريخيّة للمخطوط بوادي ميزاب، بما يسهم في تفسير الطابع المميّز لحضارة هذه المنطقة.
وقد توسّلت إلى بلوغ هذه الغاية بإحصاء تقديريّ لعدد المخطوطات بمكتبات وادي ميزاب على أساس ما أنجز من فهارسِ بعضِ المكتبات؛ ثمّ من خلال عملياتٍ إحصائيّةٍ متعلّقةٍ برصيد مكتبة الشيخ الحاج صالح بن عمر لعلي ت 1347 ه من الكتب المخطوطة، وقد اخترت هذه المكتبة دون غيرها للأسباب التالية:
-1 المكتبة تعتبر -بلا جدال- من أهمّ، وأكبر المكتبات بوادي ميزاب، كما تعتبر مكتبة نموذجيّة لهذه المكتبات، بمخزونها ورصيدها من المخطوطات.
-2 المكتبة مكتبة عالم مؤلّف، تولّى مشيخة مسجد بني يزقن، وعليه فإنّ ضالّته في اقتناء المخطوط هو العلم ليس إلاّ.
-3 فهرسة المكتبة أتمّها الأخوان يحي بن عيسى بوراس، وأيّوب بن صالح بنقة في سبتمبر 2000 م، وفهرستُهما كانت ثمرةَ الخبرة المتراكمة لسنوات في مجال فهرسة المخطوطات بوادي ميزاب، وقد أسهم فيها جمعيات وأفراد.
إحصاء تقديريّ لعدد المخطوطات بمكتبات وادي ميزاب:
إنّ المكتبات التي تمّت فهرستها تسع مكتبات، وهي مرتّبة حسب عدد مخطوطاتها
كالآتي:
رقم المكتبة مكانها عدد
مخطوطاتها
01 مكتبة الشيخ الحاج صالح بن عمر لعلي ت 1347 ه بني يزقن 1210
02 مكتبة الشيخ محمد بن سليمان ابن ادريسو ت 1313 ه بني يزقن 811
03 مكتبة عشيرة آل يدّر بني يزقن 594
04 مكتبة عشيرة آل فضل بني يزقن 508
05 مكتبة الشيخ الحاج محمد بن عيسى ازبار ت 1307 ه بني يزقن 490
06 مكتبة إروان (دار التلاميذ) العطف 288
07 مكتبة البكريّ ت 1406 ه العطف 135
08 مكتبة الشيخ عمّي سعيد الجربيّ ت 898 ه غرداية 91
09 مكتبة الحاج عيسى بوعيس ت 1410 ه بني يزقن 58
المجموع 4185
وهي ستّ مكتبات من بني يزقن، ومكتبتان من العطف، ومكتبة واحدة من غرداية، وتبقى من مكتبات المخطوطات المفتوحة للدارسين، والتي لم يتمّ إنجاز فهرس علميّ لها تسعُ مكتبات، وهي:
-1 مكتبة الشيخ حمو باباوموسى، ومكتبة معهد عمّي سعيد، ومكتبة الحاج مسعود
بابكر الغرداويّ، بغرداية.
-2 مكتبة القطب الشيخ اطفيش، ومكتبة الاستقامة، ومكتبة الحاج إبراهيم أوزكري، ببني يزقن.
-3 مكتبة السلف، بمليكة.
-4 مكتبة الشيخ بالحاج، بالقرارة.
-5 مكتبة النهضة، بالعطف.
وهي مكتبات لا تقلّ أهميّة من حيث كمية المخطوطات عن المكتبات المفهرسة؛ بالإضافة إلى مكتبات أخرى عديدة لم تَفتح بعدُ أبوابها، في جميع قرى وادي ميزاب؛ ممّا يجعل تقديرنا لعدد المخطوطات الموجودة الآن بمنطقة وادي ميزاب هو في حدود عشرة آلاف مخطوط.
إنّ هذا الكمّ من المخطوطات جدّ ضئيل بالنسبة لعدد المخطوطات العربيّة في مكتبات العالم، والذي قدّره الفيكونت فيليب دي طرازي، في كتابه "خزائن الكتب العربيّة في الخافقين"، بنحو 262 مليون مخطوطا( 1)؛ لكنّه عدد معتبر إذا ما قيس بما تتوّفر عليه الجزائر من مخطوطات، وهو ما يجعل منطقة وادي ميزاب بحقّ من أغنى مناطق الوطن بهذا التراث الفكريّ.
وهو ما يدلّ على أنّ المجتمع الإباضيّ وحضارتَه إنّما قامت على أساس العلم، تمثّله أعلى هيئة في نظامه الاجتماعيّ، وهي حلقة العزّابة، التي هي هيئة علميّة في المقام الأوّل، لا تقتصر مهمّتها في الشأن الدينيّ فحسب، وإنّما تتّسع لتشمل سياسةَ المجتمع وتصريفَ أموره في مختلف مجالات حياته.
وإذا كان عدد المخطوطات بمنطقة وادي ميزاب لا يزيد على نسبة 0.003 % من عدد المخطوطات العربيّة في العالم، فإنّ ما يميّز هذه المكتبات هو توفّرها على مخطوطات لا توجد في أيّة مكتبة من مكتبات العالم، هي مخطوطات التراث الإباضي المغربيّ عموما، والميزابيّ على وجه الخصوص، فهي من حيث نوعية مخطوطاتِها الإباضيّةِ لا نظير لها
في مكتبات العالم بأسره.
رصيد مكتبة الشيخ الحاج صالح بن عمر لعلي من الكتب المخطوطة:
ينقسم فهرس المكتبة إلى ثلاثة أجزاء، وهي:
-1 المجلّد الأوّل: المتون، والشروح، والحواشي، والمختصرات= 787 كتابا.
-2 المجلّد الثاني: الرسائل، والأجوبة، والردود= 174 رسالة.
-3 المجلّد الثالث: القصائد، والنظم، والأراجيز= 249 منظومة وقصيدة.
مجموع المخطوطات التي تحتوي عليها المكتبة= 1210 مخطوطات.
والقسم الذي اهتممت به في هذه الدراسة هو المجلّد الأوّل الخاصّ بالكتب المخطوطة.
عدد الكتب التي تحتوي عليها المكتبة 787 كتابا مخطوطا؛ وعدد العناوين فيها 546 عنوانا، و 241 مخطوطا من الكتب التي تعدّدت نسخها، أو تعدّدت أجزاؤها.
وإذا صنّفنا هذه الكتبَ المخطوطة في المكتبة باعتبار نوعيتها بين تأليف إباضيّ، وغير إباضيّ، ومجهول المؤلف، حصلنا على ما يلي:
التآليف إباضيّة غير إباضيّة مجهولة المؤلّف
المجموع
787 123 230 عددها 434
إنّ نسبة التآليف الإباضيّة بالمكتبة هي 55.14 %، وهو ما يؤآّد قيمة مكتبة المخطوط بوادي ميزاب من حيث عدد المخطوطات الإباضيّة بها.
أمّا التآليف غير الإباضيّة فنسبتها 29.22 %، بينما نسبة التآليف المجهولةِ المؤلّف %15.62 ، وإذا أخذنا بعين الاعتبار بأنّ أغلب المؤلّفات المجهولة المؤلّف غيرُ إباضيّة دلّنا هذا على مدى تفتّح المجتمع الإباضيّ على الثقافة الإسلاميّة بمختلف مشاربها ومناحيها.
وإذا قمنا بتقسيم هذه التآليف على المجالات المعرفيّة التي كتبت فيها وجدنا ما يلي:
المجال المعرفي(2) إباضي غير إباضي مجهول
المؤلّف
المجموع
23 04 12 تفسير القرآن 07
18 07 09 علوم القرآن 02
28 06 10 الحديث وعلومه 12
112 22 78 علوم اللغة العربيّة 12
98 02 14 العقيدة وأصول الدين 82
19 01 08 أصول الفقه 10
290 11 31 الفقه 248
الفلسفة، والمنطق، وعلم الأخلاق،
وحدود العلم، وأدب البحث
والمناظرة
33 08 18 07
73 27 13 التاريخ والجغرافيا 33
15 02 13 العلوم الرياضية 00
07 03 04 العلوم الطبيعيّة 00
71 30 20 21 ( فنون عامّة( 2
787 123 230 المجموع 434
إنّ مكتبة الشيخ الحاج صالح بن عمر لعلي متنوّعة، توجد فيها مخطوطات في مختلف المجالات المعرفيّة بنسب متفاوتة، غير أنّ علومَ الدين تحظى بالمرتبة الأولى فيها بنسبة %60.48 ، ثمّ تأتي بعدها علومُ اللغة العربيّة 14.23 %، فالتاريخُ والجغرافيا 09.27 %؛ وهو ما يدلّ دلالة واضحة على العمق الدينيّ لحضارة منطقة وادي ميزاب، فهي حضارة تستمدّ أصالتها من تعاليم الدين الإسلاميّ، وتستهدي بهديه في مختلف مجالات الحياة.
ثمّ إنّ نسبةَ مخطوطات المذهب الإباضيّ بالنسبة إلى التآليف الدينيّة في المكتبة هي %75.84 ، بينما نسبتها إلى سائر مخطوطات المكتبة هي 45.87 %، وهي نسبة عالية تفسّر خصوصيّة منطقة وادي ميزاب الحضاريّة، التي تتجلّى بوضوح في مظاهر عديدة:
في نظمها الاجتماعيّة، وفي عمرانها، وفي نظام تقسيم مياه الأمطار في الأجنّة، وغير ذلك ممّا صنع تفرّدَها وتميّزها.
وإذا انتقلنا إلى المخطوط الإباضيّ وجدنا الاهتمام منصبّا في التأليف على الفقه بنسبة %57.14 من مجموع المخطوطات الإباضيّة بالمكتبة، ثمّ العقيدةِ وأصول الدين بنسبة %18.89 ، ثمّ التاريخِ بنسبة 07.60 %، بينما نسب المجالات المعرفيّة الأخرى ضعيفة:
،% فنون عامّة 04.83 %، والحديث وعلومه 02.76 %، وعلوم اللغة العربيّة 02.76 والتفسير 01.61 %، والفلسفة والمنطق 01.61 % وعلوم القرآن 00.46 %، والعلوم الرياضيّة 00.00 %، والعلوم الطبيعيّة 00.00 %؛ ممّا يدلّ على مشاركة ضئيلة للإباضيّة في هذه المجالات، إذ كانوا يكتفون بإنجازات العلماء العرب والمسلمين فيها، وهو أمر
يشير بوضوح إلى الطابع العمليّ الذي يميّز حضارة وادي ميزاب، فنجد المؤلفين الإباضيّين يوجّهون اهتمامهم في التأليف إلى ما يخصّهم بشكل مباشر، وما لا يستطيع أن يؤلّف فيه سواهم؛ ومنه تفسير غلبة الكتب الفقهيّة على إنتاجهم؛ لأنّ الفقه يتابع نبض الحياة في تطوّرها، ويتابع مستجدّاتها، ويبيّن موقف الإسلام منها في كلّ عصر وأوان، وهو يمثّل مجالا للاختلاف بين المذاهب الإسلاميّة وعلمائها؛ أمّا بالنسبة للمجالات المعرفيّة الأخرى فهي عامّة، اكتفى فيها العلماء الإباضيّون بتآليفَ مرجعيّةٍ قليلةٍ، مع الاستفادة ممّا كتبه العلماء العرب والمسلمون فيها.
هذا الطابع العمليّ تفسّره طبيعة الحياة الطبيعيّة القاسية في وادي ميزاب، والصيرورة التاريخيّة للمذهب الإباضيّ، ممّا جعل حياتهم بحقّ حياة كفاح من أجل البقاء، بقاء الفكرة، ببقاء المذهب، فانصرفوا بشكل مباشر إلى ما يحقّق لهم هذه الغاية، من غير التفات -في الغالب- إلى ما يرتاده المجتمع الإنسانيّ عادة في مراحل الدعة والرخاء.
ثمّ إنّ هذا الكفاح من أجل البقاء فرض عليهم تنظيما محكما وصارما للحياة الاجتماعيّة في مختلف مناحيها، نجد صورة واضحة له في النظام الاجتماعيّ والعمرانيّ الذي لا يتبدّى في قرية واحدة من قرى وادي ميزاب، وإنّما ينتظم القرى السبعة على نحو فريد من نوعه في العالم.
وإذا قمنا بتقسيم هذه الكتب المخطوطة على مناطق تمركز المذهب الإباضيّ باعتبار مؤلّفيها، بين ميزاب، وعمان، والمشرق فيما عدا عمان، والمغرب فيما عدا ميزاب؛ ثمّ قسّمنا هذه الكتب على القرون الهجريّة الأربعة عشر، باعتبار الفترة الزمنيّة التي عاش فيها المؤلّف -تحصّلنا على الجدول الآتي:
الجدول 3
مجهول مجموع
62 ميزابيّ 01 30 17 08 00 06 00 00 00 00 00 00 00 00 00
261 مغربيّ 15 01 01 12 22 38 05 54 16 37 59 00 01 00 00
مشرقيّ
30 09 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 15 04 02
49 عمانيّ 00 00 06 00 05 03 00 01 00 18 03 12 01 00 00
+ إباضيّ 25 31 24 20 27 47 05 55 16 55 62 12 17 04 02
32
434
غ.إباضيّ
230 46 00 04 10 12 21 54 39 14 04 10 03 03 06 04
مجهول
123 123
مجموع
787 226 31 28 30 39 68 59 94 30 59 72 15 20 10 06
نلاحظ بداية ما يلي:
% نسبة مخطوطات المؤلّفين الميزابيّين 14.28
نسبة مخطوطات المؤلّفين المغاربة من وارجلان وجبل نفوسة وجربة وغيرها %60.13
% نسبة مخطوطات المؤلّفين العمانيّين 11.29
% نسبة مخطوطات المؤلّفين المشارقة 06.91
إنّ نسبة المخطوطات المغربيّة بما في ذلك وادي ميزاب إلى المخطوطات الإباضيّة عموما في المكتبة هي 74.42 %، بينما نسبة المخطوط المشرقيّ بما في ذلك عمان هي %18.20 . وتفسير ذلك واضح بالنسبة لمكتبة موجودة بالمغرب الإسلاميّ، وفي وادي ميزاب.
وإذا قمنا بنفس العمليّة مع المؤلّفين حصلنا على الجدول الآتي:
الجدول 4
مجهول مجموع
13 ميزابيّ 01 03 04 03 00 02 00 00 00 00 00 00 00 00 00
53 مغربيّ 14 01 01 02 03 05 02 06 03 08 07 00 01 00 00
مشرقيّ
17 09 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 00 04 03 01
20 عمانيّ 00 00 03 00 03 01 00 01 00 03 02 06 01 00 00
+ إباضيّ 24 04 08 05 06 08 02 07 03 11 09 06 06 03 01
32
135
غ. إباضيّ
136 44 00 04 06 08 13 20 13 08 04 07 02 02 03 02
مجهول
123 123
مجموع
394 223 04 12 11 14 21 22 20 11 15 16 08 08 06 03
% نسبة المؤلّفين الإباضيّين: 34.26
% نسبة المؤلّفين غير الإباضيّين: 34.51
% نسبة المؤلّفين المجهولين: 31.21
وأوّل ما يلفت الانتباه في هذين الجدولين هو أنّ المكتبة تحتوي على مؤلفات إباضية، بداية من القرن الأوّل الهجريّ إلى القرن الرابع عشر الهجريّ، وهذا يدلّ على عراقة الفكر الإباضيّ، واتّصال البحث فيه عبر القرون، ومساهمة بيئات علميّة عديدة فيه مشرقا ومغربا، وهو ما يضمن ثراء الفكر وتجدّده.
ثمّ إنّ هذه المكتبة وهي في ميزاب تحتوي على كتب لعلماء من عمان، ومن جبل نفوسة، ومن جربة، ومن وارجلان ...إلخ، ممّا يدلّ على عدم انقطاع ميزاب علميّا عن مناطق وجود الإباضيّة مشرقا ومغربا، وهو ما يسهم في ثراء فكرها وحضارتها، وتجدّدها علميّا وثقافيّا.
ثمّ إنّ هذين الجدولين يقدّمان صورة ولو جزئيّة عن مسار التأليف عند الإباضيّة الذي يتميّز بالاستمراريّة والديمومة، بالرغم من الظروف التاريخيّة الصعبة التي مرّ بها الإباضيّة في مختلف بيئاتهم، على اعتبار أنّ ما نجده في المكتبة هي المؤلفات التي لقيت القبول والرواج، وانتقلت من عصر إلى عصر.
وهكذا نجد رصيد المكتبة يشهد للقرنين الخامس والسادس الهجريّين بمؤلّفات مشرقيّة ومغربيّة كان لها تأثير كبير في مسار التأليف الإباضيّ، إذ نجد حظّ المكتبة من مخطوطات هذين القرنين هو بنسبة 26.95 % بالنسبة للمخطوط الإباضيّ بها، وهي مؤلّفات خاصّة بعشرين مؤلّفا، ممّا يدلّ على تعدّد الأجزاء، أو تعدّد النسخ، أو كليهما.
أمّا منطقة وادي ميزاب فيشهد لها رصيد المكتبة بتآليف ترجع إلى القرن العاشر الهجريّ، ثمّ القرن الثاني عشر، والثالث عشر، والرابع عشر الهجريّين؛ ممّا يدلّ على أنّ هذه القرون الهجريّة الأخيرة كانت مرحلة ازدهار وإشعاع علميّ وفكريّ في المنطقة.
وإذا انتقلنا بعد كلّ هذا إلى النسّاخ، وتاريخ النسخ، ومكان النسخ، وجدنا ما يلي:
المخطوطات التي ذكر فيها مكان نسخها 54 مخطوطا، وتتوزّع كالآتي:
منطقة وادي ميزاب: 10 مخطوطات.
جربة: 11 مخطوطا.
وكالة الجاموس وجامع الأزهر: 09 مخطوطات.
وارجلان: 07 مخطوطات.
زنجبار: 06 مخطوطات.
الجزائر عدا ميزاب ووارجلان: 03 مخطوطات.
العالم الإسلاميّ عدا مناطق الإباضيّة: 08 مخطوطات.
المجموع: 54 مخطوطا.
إنّ عدد المخطوطات التي ذُكر فيها مكان نسخها قليل ( 54 مخطوطا)، ونسبته إلى مخطوطات المكتبة ضئيل، وهو 06.86 %؛ غير أنّه يثبت التواصل العلميّ بين مناطق وجود الإباضيّة مغربا ومشرقا، بما في ذلك زنجبار.
عدد المخطوطات التي ذكر فيها اسم ناسخها، أو اكتشف من المقارنة بين الخطوط:
464 مخطوطا، ويبقى ما لم يذكر فيه ناسخه لسبب أو لآخر: 323 مخطوطا.
عدد النسّاخ لهذه المخطوطات التي ذكر فيها ناسخها هو 184 ناسخا.
توجد مخطوطة واحدة من القرن الثامن الهجريّ، وهي أقدم مخطوطة في المكتبة، وهي: "شرح مختصر ابن الحاجب"، لأبي عبد اللّه محمد بن عبد السلام بن يوسف بن كثير الهواريّ المنستيريّ ت 749 ه، نسخها محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن حرينه، بتاريخ 18 ذي القعدة 774 ه.
وإذا قمنا بتوزيع المخطوطات التي ذُكر فيها ناسخها على المناطق التي ينتمي إليها كلّ ناسخ، وعلى القرن الهجريّ الذي نسخت فيه، حصلنا على الجدول الآتي:
جدول 5
9ه 10 ه 11 ه 12 ه 13 ه 14 ه غير محدّد
المجموع
نا مخ نا مخ نا مخ نا مخ نا مخ نا مخ نا مخ نا مخ
وادي ميزاب
215 45 03 03 52 07 76 18 51 09 17 04 14 03 02 01
16 وارجلان 04 00 00 00 00 01 01 01 01 00 00 14 02 00 00
30 جربة 13 00 00 01 01 02 02 16 08 00 00 09 01 02 01
جبل نفوسة
49 18 01 01 02 02 04 03 29 07 11 04 02 01 00 00
إباضية المغرب
11 07 00 00 00 00 10 06 01 01 00 00 00 00 00 00
39 عمان 22 02 02 20 09 12 07 03 02 02 02 00 00 00 00
إباضية 10 28 30 10 39 07 04 02
1
10 37
5
360 109 06 06 75 19
غير إباضية
103 74 05 05 02 02 25 16 38 28 14 12 15 08 03 03
المجموع 13 56 44 22 54 15 07 05
9
13 53
0
463 183 11 11 77 21
% نسبة المخطوطات التي نسخها إباضيون 77.58
% نسبة المخطوطات التي نسخها غير إباضيين 22.41
% نسبة النسّاخ الإباضيّين: 59.23
% نسبة النسّاخ غير الإباضيّين: 40.76
وهي نسب تدلّ على ما ألمحنا إليه سابقا من تفتّح الفكر الإباضيّ على الثقافة الإسلاميّة بمختلف مشاربها ومناحيها. كما تدلّ من جانب آخر على اهتمام الميزابيّين بنسخ الكتب، فكان منهم نسّاخ محترفون، إذ نجد في المكتبة 45 ناسخا ميزابيّا، أي ما يعادل نسبة 24.45 % من عدد النسّاخ في المكتبة -نسخوا 215 مخطوطا، أي ما يعادل
نسبة 46.33 % من المخطوطات التي عرف ناسخها.
ورصيد المكتبة يشهد بامتداد حركة النسخ للمخطوطات بوادي ميزاب من القرن التاسع الهجريّ إلى القرن الرابع عشر هجريّ من غير انقطاع فيها.
ثمّ إنّ هذا الجدول يبيّن امتداد هذه المكتبة في الزمن، فلا نجد فيها سوى مخطوط واحد يتخطّى القرن التاسع الهجريّ إلى القرن الثامن الهجريّ، ولا تشذّ مكتبات وادي ميزاب عن هذا الحدّ إلاّ نادرا، ممّا يوضّح بجلاء عمر هذه المكتبات، وحاجتها إلى الحفظ والصيانة، لإطالة عمرها، وضمان بقائها.
خاتمة:
إنّ ما توصّلنا إليه من نتائجَ من خلال هذا البحث في التراث المخطوط بمنطقة وادي ميزاب، من خلال مكتبة من أهمّ مكتباتها، يؤآّد بعض الحقائق المتعلّقة بحضارة وادي ميزاب، ويبرز جانبا من تاريخها الثقافيّ؛ وهو ما يوضّح بجلاء قيمة هذا التراث المخطوط، وقيمته الأساسيّة تتجلّى في تفرّد مكتبات وادي ميزاب به.
إنّ هذا التراث الفكريّ الذي يمثّل وجها من الوجوه البارزة في الثقافة الجزائريّة العريقة والثريّة والمتنوّعة، بتنوّع مناطقها جغرافيّا، يبرز بجلاء ضرورة الحفاظ عليه وصيانته، فهو ثروة وطنيّة لا تقدّر بثمن؛ وإنّ أبناء منطقة وادي ميزاب يبذلون -أفرادا وجمعيات- جهودا معتبرة في هذا المجال، وهي جهود تحتاج إلى دعم ماديّ ومعنويّ تسندها، وتدفعها قدما في هذا الإنجاز الحضاريّ.
ثمّ إنّ هذا التراث بعد الحفاظ عليه وصيانته بحاجة ماسّة إلى الإحياء بنشره ودراسته، حفاظا على هويّتنا الجزائريّة، الثقافيّة والحضاريّة، وترسيخا لجوانبها الإيجابيّة في الأجيال الصاعدة، حفاظا عليها من التيه في عصر العولمة، ولعلّ إنشاء "مركز علميّ لدراسة التراث الثقافيّ في منطقة وادي ميزاب" كفيل بتحقيق هذا الهدف الساميّ.
بني يزقن في: 20 جانفي 2003 م.
أ/ مصطفى بن الحاج بكير حمودة.
عنوان البريد الإلكترونيّ:
.hammusdz@yahoo.fr
_______________
1 -ينظر: قطوف أدبيّة: دراسات نقديّة في التراث العربيّ حول تحقيق التراث، لعبد السلام هارون، مكتبة السنّة،
. 1988 م، ص 31 هامش 1 : القاهرة-مصر، ط 1
2 -ترتيب المجالات المعرفيّة في الجدول هو بحسب ما جاء في الفهرس.
3 -المقصود بها ما يلي: الرقائق (مواعظ، حكم، تصوّف، فضائل ...إلخ)؛ تعبير الرؤيا، فنّ صناعة الكتاب، الأوقاف
والجداول، أسرار الحروف.